لم يكن وليد أحمد الفرشيشي يقوم بدعاية حين كتب منذ أيام: "سعيد بصدور رواية سفيان رجب لسببين:
الأول هو أن سفيان ليس صديقي في الواقع، أعني أننا نلتقي لماما وفي مناسبات متباعدة، ولهذا أجدني محايدا في حكمي على متنه،
والثاني أنه قدم لأركاديا عملا عظيما تتضاءل أمامه اعمال أخرى نُفِخ في صورتها من دون وجه حق…
كناشر وروائي ومترجم، أقول لكم هذا… ما أنجزه سفيان يُعدّ فتحا سرديا (وأنا رجل يحتك يوميا بالآداب العالمية ويعي جيدا ما يقول) حقيقيا، إذ أجاب عن سؤال "الناقص" في الاعمال الروائية التونسية".
لم يبالغ الناشر (دار أركاديا للنشر والتوزيع) حين قال ذلك لأن "اليوم جمعة وغدا خميس" رواية متميزة فعلا، لا تُقرَأ إلا وفي اليد قلم لتسطير مثل هذه الدّرر:
– أنا لا أغبط سوى العميان في هذه الدنيا، هم المبصرون في هذا الظلام.
– من لا يجيد التعامي لن يكون مبصرا جيدا، ومن لا يجيد التصامم فلن يكون مستمعا جيدا، ومن لا يجيد التخارس فلن يكون متكلما جيدا، ومن لا يجيد التعابي فلن يكون حكيما.
– إن السفر بالعقل المحض يوصل إلى أرض الشك الذي لا ينتج يقينا. أما السفر بالقلب المحض فيوصل إلى أرض اليقين الذي لا ينتج شكا. (…و) كلاهما لا يُعوّل عليهما.
– الإنسان لا يحب ما يجهله.إنه مصدر خوفه وقلقه.
– النفس الثابتة والممتلئة بذاتها لا تحتاج من يذكّرها كل صباح وكل مساء بالفرق بين الحق والباطل. إنها تندفع نحو الحق كما تندفع الفراشة نحو نور المصباح ولا تخشى الاختراق. وهي تنفر من الباطل كما تنفر النحلة من العفن.
– أمر جميل أن تكون لك أجنحة، والأمر الأجمل أن تكون لك جذور.
وسفيان رجب هو كاتب تونسي من مواليد مدينة النفيضة. نشر مقالات كثيرة في النقد في صحيفة العرب اللندنية، ومجلة الإمارات الثقافية ومجلة الحياة الثقافية. نشر قصائده في أهمّ الصحف العربية. تم ذكره في أهم الملفات التي تخصّ الأدب التونسي مثل الكتاب الذي نشرته جامعة أورغون الأمريكية 2015، والملف الذي أعدّته صحيفة كارافان السويدية 2018، والكتاب المشترك بين المعهد الوطني للترجمة واتحاد الكتاب الإيطاليين 2017. و رجب من مواليد عام 1979 بتونس، بدأ مشواره الإبداعي بكتابة الشعر ثم تحول لكتابة القصة مع مجموعة «الساعة الأخيرة» التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة فاز بجوائز وطنية وعربية في الشعر.