قرر المركز السينمائي المغربي، الخميس، تعليق عرض الفيلم السينمائي "زنقة كونتاكت" بسبب تضمنه موسيقى للفنانة الصحراوية مريم منت حسان، المدافعة عن استقلال الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجمهورية الصحراء الغربية.
وجاء في بيان صادر عن المركز الذي يرخص لتصوير وعرض الأفلام أنه "قرر تعليق العرض التجاري والثقافي للفيلم وطنيا ودوليا"، بالإضافة إلى "تعليق البطاقة المهنية لمخرجه إسماعيل العراقي".
ووجه المركز أيضاً "إنذاراً لشركة الإنتاج من أجل تعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة تحت طائلة سحب رخصة مزاولة المهنة" منها.
وفي رده على هذا القرار قال منتج الفيلم "يؤسفنا أن نرى سوء فهم يأخذ مثل هذه الأبعاد"، مؤكداً أن الأمر يتعلق "باختيار جمالي وموسيقي بحت".
وأضاف، في بيان، أن المخرج "اختار ببساطة أن يضع صوت مغنية في الفيلم وليس ما تمثله سياسياً".
كما أعلن أن الشركة المنتجة اقترحت نسخة للفيلم "بدون هذه الموسيقى"، سيتم عرضها على المركز السينمائي.
ويأتي قرار إيقاف عرض الفيلم بعدما شاهده 8 آلاف متفرج في 16 صالة عرض بست مدن مغربية بين سبتمبر (2021 وأوت الماضي.
و"زنقة كونطاكت" فيلم للمخرج المغربي إسماعيل العراقي، هو ليس عملا سينمائيا فحسب وإنما تجربة إنسانية وحسية راكم فيها خالقها تجاربه الممتدة من الحياة إلى الموت الذي لامسه حينما وضعه القدر وجها لوجه مع مذبحة "الباطاكلون" التي نجا منها ليروي في فيلم حكايات عن الناجين، عن الحب، وعن الموسيقى وقصص أخرى.
وفي هذا الفيلم يظهر أسلوب متفرد ومختلف للمخرج الذي تتسم مساراته في الحياة بالثراء والتنوع وتعانق أحلامه السماء وتمتد إلى ما وراءها ليلاعب الألوان وزوايا التصوير ويرسم ملامح أخرى لمدينة الدار البيضاء ويحرك شخصياته في مساحات خالية من التنميط والكليشيهات.
على إيقاع الموسيقى المارقة عن كل التصنيفات يروي الفيلم حكاية عازف سابق لموسيقى الروك تنتهي به الدروب إلى الرجوع إلى مدينته الأصلية الدار البيضاء حيث تجمعه الصدفة بعاملة جنس تملك صوتا فاتنا وتتوطد بينهما علاقة عاطفية يحتميان بها في محاولة للهرب من واقع بائس عنوانه السواد والعنف والاستغلال والإدمان.
والفيلم المطرز بالإنسانية في تمظهراتها المختلفة، يطرح أكثر من قضية ويبعث برسائل حب وسلام على نسق تطور أحداث قصة يجسد تفاصيلها ممثلون تماهوا مع الشخصيات حتى بدوا وكأنهم خلقوا ليؤدوها وهم خنساء بطمة وأحمد حمود وسعيد باي ومراد الزاوي وفاطمة عاطف وعبد الرحمان أوبيهام.