تسلم الأديب صالح الدمس، يوم الخميس الماضي، جائزة علي البلهوان لمدينة تونس لسنة 2022 عن مجموعته القصصية "ما أسهل الحب!" وذلك بعد حوالي 20 سنة من التوقف عن منح هذه الجائزة.
وقد خص الأديب عبد الواحد براهم الفائزَ بهذه الجائزة بتدوينة جميلة على صفحته الخاصة بالفايسبوك هذا نصها:
"هو لمن لا يعرفه من بنزرت، مولود على ضفّة البحيرة بمنزل عبد الرّحمان قرب سيدي الحشّاني.هيّأته موهبته وذوقه وأدواته الفنّيّة لكتابة القصّة،فبرع فيها، خاصّة عندما استقطب الشّرائح الاجتماعيّة المهمّشة في قصصه، وحمّلها مكبوتاته المثقلة بهموم متعدّدة، جاعلا منها وثيقة إدانة للآخر وللذّات على حدّ السّواء.
فاهتمام كتابات صالح الدّمس بالأيتام وأبناء الطّلاق والمشرّدين والسّكارى والبغايا لم يكن اعتباطا، ولا تجديدا في الأدب، من قبيل البحث عن المناطق المسكوت عنها، بل هو رؤية اجتماعيّة وموقف سياسيّ، بما هو رسم لجبهات الصّراع، وتجسيد للواقع بكلّ مفارقاته واختلالاته، في تصوير ناطق بالأسماء والأرقام ويالمدائن والأحياء، إلى درجة يعسر معها التّمييز بين التّخييل والتّسجيل. وفي عمليّة خلط الأوراق هذه استطاع الكاتب تحويل القبح إلى جمال، والمتوحّش إلى مأنوس، وجعل المنكر عرفا، والانحطاط سموّا.
إنّها طريقة الأدب السّاخر، وتلك أدواته الفنّيّة، وقد اختارها الكاتب عن وعي- وطبقا لمزاجه أيضا- لأنّها الأقدر على اكتساح السّائد من الشّؤون، وخلخلة الثّابت من السّلوك، وتحريك الهاجع من النّفوس".
هنيئا للفتى المغامر، والقصّاص المبدع الجريء صالح الدّمس بهذا التّكريم المستحق".