ترزح منطقة السقدود التابعة لمعتمدية الرديف تحت وطأة غياب مياه الشرب منذ سنوات وسط صمت مطبق من السلط المحلية والجهوية رغم تواتر نداءات الأهالي المطالبة بحقهم الدستوري في الماء بمساندة من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
هذه المعاناة المستمرة انسحبت على وضع المدرستين الابتدائيتين الوحيدتين بالمنطقة إذ تعتمد الإدارة الجهوية للتربية بقفصة في تزويد مدرسة السقدود1 على صهريج لتزويد التلاميذ بالمياه والذي أصبح يشكل مصدرا للأمراض.
ووفق معطيات أوردها قسم العدالة البيئية في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فإن الأطفال عرضة لالتهاب الفيروس الكبدي والامراض الجلدية باعتبار أن طريقة حفض المياه فيه لا تتطابق مع المعايير الصحية.
هذه الوضعية دفعت بالأولياء إلى الاحتجاج عن طريق منع أبنائهم من الالتحاق بالمدرسة، يوما بعد العودة المدرسية، احتجاجا على غياب الماء عن المدرستين وعلى انتهاك حق التلاميذ في شرب مياه نظيفة وآمنة والتعلم في بيئة ملائمة.
وفي هذا الصدد اعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن المدرستين الابتدائيتين بالسقدود مثال حي عن تدهور التعليم بعديد المناطق الريفية الداخلية حيث يغيب الماء عما يقارب 1200 مدرسة بكامل تراب الجمهورية.
واستنكر المنتدى، بشدة، لامبالاة السلط المحلية والجهوية وتقاعسها وعجزها عن حل معضلة الماء الصالح للشرب بمنطقة السقدود ككل رغم الحلول التي قدمها الأهالي والمجتمع المدني المحلي.
وحمل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع للسلط المحلية والجهوية وسلطة الاشراف وسط قرار الأهالي بالدخول في احتجاجات تشمل منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة والاعتصام بالمدرسة.