رياليتي أون لاين- جدة
فيما يغازل القمر وجه الماء في كرنيش البحر الأحمر وتداعب النسمات وجوه نساء ورجال استهوتهم تجربة عرض فيلم في الهواء الطلق، يصدح صوت السندرلا سعاد حسني في "فيلم خلي بالك من زوزو" ليتمرد على الموت.
وضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تعرض نسخة مرممة من فيلم "خلي بالك من زوزو" الذي رأى النور عام 1972 ليلقى انتقادات لاذعة ولا يلقى إليه الإنصاف طريقا إلا بعد سنوات.
الفيلم سيناريو صلاح جاهين وإخراج حسن إمام وهو فيلم سابق لعصره يوازي بين الشكل والمحتوى ففيه مالية فنية وطرح عميق لقضايا كانت ومازالت تلازم المجتمعات العربية.
النظرة الدونية إلى الراقصات، التفرقة بين الفنون، التزمت والتعصب، حالة الانفصام التي يعيشها الأفراد، الطبقية وغيرها من المواضيع يخوض فيها الفيلم دون تعقيدات أو تكثيف مبالغ فيه.
روابط إنسانية مختلفة يصورها الفيلم ليعري بعض العلل التي نخرت أجساد المجتمعات وتسربت إلى الأفراد في رحلة البحث عن الذات وتجسيد المساواة الفعلية بين الكل على اختلافاتهم.
صراعات اجتماعية وفكرية ترتسم في كل مشاهد الفيلم لتفضي في الأخير إلى انتصار الإرادة على كل ما من شأنه أن يسجن الذات في إطار يحد من حريتها ويسلبها حقها في التمايز.
شحنة من الحب والحياة تسربت على كرنيش البحر الأحمر حيث أقبل الجمهور السعودي لمشاهدة الفيلم المرمم في تجربة موشحة بالحنين إلى الزمن الجميل ومطرزة برقة سعاد حسني ووسامة حسين فهمي.
ورغم مشاهدة الفيلم لمرات ومرات إلا أن تجربة مشاهدته في الهواء الطلق مع جمهور أقبل ليغذي رابطة عميقة بالسينما المصرية وأفلامها تبقى استثنائية وتحمل في طياتها دلالات ومفارقات كثيرة.