أوصى كاتب الدولة الأسبق للموارد المائية وخبير المياه عبد الله الرابحي بـ"الإعلان رسميا عن حالة الجفاف في تونس". وشدد في حوار أدلى به إلى وكالة تونس إفريقيا للأنباء على ضرورة التفاعل السريع مع الوضع قبل نهاية شهر فيفري نظرا لضيق الوقت وعدم وجود هامش كاف للتصرف.
وقال الرابحي، إن موسم 2022-2023 كان حتى الآن موسما استثنائيا حيث اتسم بقلة التساقطات، وما زاد الوضع حدة، استمرار حالة الجفاف لثلاث سنوات متتالية. فمنذ مطلع سبتمبر وحتى نهاية جانفي الفارط (2023) لم يبلغ معدل تساقطات الأمطار على الصعيد الوطني سوى 33 بالمائة من المعدل الموسمي لنفس الفترة من السنة. وقد انعكست قلة الأمطار بشكل ملحوظ على احتياطي المياه الجوفية والمياه السطحية .
ووفق الرابحي يعدّ وضع السدود اليوم خطيرا، فحتى نهاية شهر جانفي لم يتجاوز المخزون الجملي للسدود 708 مليون متر مكعب مقابل 1147 مليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، أي بانخفاض يقدر بـ2ر38 بالمائة.ويعتبر هذا المخزون أدنى مستوى تم تسجيله خلال العشرية الماضية وذلك ما ينذر بخطورة الوضع.
وأضاف الرابحي، أن تونس شهدت تأخيرا ملحوظا في تساقط الأمطار طيلة موسم الخريف (من سبتمبر إلى نوفمبر). وقد شهد شهرا أكتوبر ونوفمبر ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة وكان ذلك من بين أسباب استمرار تمركز المرتفع الأصوري على بلادنا خلال عدة أشهر. (يعرف هذا المرتفع على أنه دوران عكسي لا مداري شاسع، يسبب عادة موجات الجفاف خلال فصل الشتاء، بحيث يمنع وصول الرياح الرطبة باتجاه البلاد وعند زواله تأتي الأمطار).
المصدر: وات