"دروب النرجس" مجموعة قصصية للأطفال صادرة عن دار نقوش عربية خطتها أصابع المربي والشاعر فؤاد حمدي ليروح حكايات وعبر مدادها من حنين وعبرة.
وفي الريف القصي الموشح بالجمالية والطيبة، يمضي سرد القصص على إيقاع يوميات ماجد التلميذ الذي يعود بذاكرتنا سنوات إلى الوراء حيث عايشنا مواقف مماثلة.
"على درب المدرسة"و "الجسر" و"المدرسة المتنزه"و"لنشيد مسرحا" و"نحن لا نستجدي" و"الزردة"، عناوين القصص التي اختارها فؤاد حمدي ليصور دروب النرجس التي تعبر بالحنين والحياة.
في هذه القصص كان المربي وفيا لفلسفته في الحياة وفي أسلوبه التربوي والبيداغوجي إذ يلجأ دائما إلى واقعه ومحيطه لخلق حكايات محملة بالحنين والعبر.
من ألوان الربيع التي تزين الريف القصي، وأنقاض الدولة التي احترفت التهميش يرسم ملامح حكايات مدادها من إرادة وأمل، حكايات تعطي للحياة معاني كثيرة على إيقاع المواقف التي يعايشها "ماجد".
"ماجد" الطفل الذي تعلم صغيرا معاني التعويل على الذات والكرامة والأنفة وعزة النفس وحب الانتماء والفخر بالأصل، ليس إلا انعكاسا للطفل الذي يسكن جوارح الكاتب فؤاد حمدي المتيم بأرضه وأهلها.
المعلم الذي يبذل من جهده ووقته في سبيل الثقافة ويحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا ويصنع من اللاشيء كل شيء يضع أمام الأطفال عصارة روحه في قصص بسيطة وعميقة تنساب أحداثها بسلاسة.
وفي ثنايا قصصه ينثر النرجس ليسطر به أحلام الكثيرين، حلم العودة إلى سنوات الكفولة، وحلم العدالة الاجتماعية، وحلم الحق في الثقافة للجميع، وحلم الحياة دون منغصات…