زياد جلاد ممثل لبناني مصري لفت إليه الأنظار في دور "أحمد" اللاجئ السوري في فيلم "حديد نحاس بطاريات" للمخرج اللبناني وسيم شرف وهو فيلم مفعم بالمشاعر والأحاسيس، يقتفي أثر قصة حب مستحيلة وسط بيئة يغزوها الكره.
وفي هذا الفيلم تمكن الممثل الذي يحمل سمات نجوم السينما من تفاصيل شخصية اللاجئ الذي أرهقته الحياة وجعلت الحرب جسده مسكنا للمعدن الذي يقتات منه ويعانق من خلاله حبا يشبهه في مفارقة عميقة.
"أحمد" اللاجئ السوري في بيروت ممنوع من العمل ولا خيارات كثيرة أمامه، هو مضطر لجمع البطاريات المستهلكة وأي شيء معدني لا حاجة لأصحابه به في رحلة عنوانها الخوف من خرق حظر التجول واستغلال تاجر المعادن.
"حديد نحاس بطاريات" على إيقاع هذه الكلمات التي يتردد صداها في الشوارع تنشأ قصة حب بينه وبين "مهدية" العائلة الأثيبوبية وترسم ملامح تراجيدية تحاكي الواقع في لبنان وفي العالم العربي دون أن تمعن في سرد التفاصيل.
عن التحضير لهذه الشخصية التي تروي تفاصيلها حكايات كثيرة، قال زياد جلاد في حديث مع رياليتي أون لاين، إنه كان من المهم أن يخلق خلفية للشخصية قبل انطلاق تصوير فيلم بتفاصيل حياتها وعلاقاتها بالأشخاص من حولها.
وفي هذه الرحلة اعتمد جلاد، وفق حديثه، على مشاهدة الأفلام عن اللاجئين عموما وعن السوريين منهم خصوصا ولكنه لم يغص كثيرا في ذلك ليترك مجالا لخياله في عملية بناء الشخصية مما يجعل الأداء أكثر عمقا.
كما تحدث عن البعدين الجسدي والنفسي للشخصية التي كانت ضحية حرب الكتب آثارها على جسده مما أثر على مشيته وعن العمل على تقمص روح الشخصية والتعبير عنها في الحركات والنظرات، مشيرا أيضا إلى العمل مع مساعدة المخرج على مستوى اللهجة السورية.
وعما يميز الفيلم الذي يؤدي فيه دور بطولة، قال إنه متجذر في لبنان لكن ببعد كوني، مضيفا "حلم لأي ممثل أن يبدأ مسيرته بدور بطولة في سينما مؤلف وتحد بالنسبة لي أن ألعب هذه الشخصية.. الفيلم إنساني جدا ورسالته قوية جدا".
وفيما يخص تجربة مشاهدة الفيلم مع الجمهور، أشار إلى أن المرة الأولى كانت في مهرجان البندقية حيث اكتشفه في تجربة مختلفة شعر خلالها بالتوتر والمرة الثانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حيث "تأثرت بالقصة إذ تابعتها من وجهة زاوية المشاهد".
كما تطرق إلى أجواء التصوير التي كان فيها كل فريق الفيلم منسجما ومقتنعا بالقصة الأمر الذي جعله يشعر بفراغ بعد انتهاء التصوير وعودته إلى باريس حيث ظلت بعض التفاصيل ترافقه، ووعد الجمهور بأدوار سينمائية أخرى.