إعلان على صفحة مؤسسة "BEL ART12" يعلم فيه صاحبها بأنه يضع خبراته وتجاربه في صناعة الجلد على ذمة المؤسسات التربوية ورياض الاطفال ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ومراكز التكوين، كان طريقا لاستطلاع مسيرة حرفي حمل الجلد إلى مساحات موشحة بالفن.
سامي بنبلحسن حرفي أصيل منطقة دوز كانت أول مصافحة له مع عالم صناعة الجلد سنة أربع وألفين في سوق دوز حيث تعلم أبجديات الحرفة على يد الراحل الصادق بن جيلاني الذي غادر هذا العالم بعد إصابته بكوفيد، وفق حديثه لرياليتي أون لاين.
وفي حديثه عن رحلة تعلم الحرفة، أشار إلى أن معلمه الأول له أكثر من نصف قرن خبرة في المجال وأنه مرر له أسرار صناعة الجد وهو يحمل اليوم على عاتقه مسؤولية تمرير هذه الرسالة التي تحفظ الذاكرة والموروث.
ولم يكتف محدثنا بما تعلمه عن الحرفة بل حاول أن يضع بصمته الخاصة في محاولة لنقلها إلى مصاف الفنون فرسم لنفسه طريقا مختلفة مدادها من ألوان وتصاميم مختلفة سعى أن تكون مختلفة ومفعمة بالحياة ومحملة بالمعاني.
وهو يتعامل مع صناعة الجلد على اعتبار أنها فن وليست مجرد "صنعة" تمثل مصدر رزقه فطوع الحرفة المحلية التي تميز الجهة ليشكل الاكسسوارات والحقائب والملابس وكل ما له علاقة بالاستعمالات اليومية في عالم الإنسان أو الحيوان.
وبين الحفاظ على موروث الجهة والتعبير الفني عما يعتمر مخيلته، أوجد سامي بنبلحسن طريقا ثالثة لا يغفل فيها البعد التجاري ولا يتنازل فيها عن تصوره الإبداعي الخاص به الذي صنع اختلافه وفرادته في مجال صناعة الجلد.
"أهتم بترجمة شغفي وبالجانب الفني أكثر من الاهتمام بالتسويق لنفس المنتوج فأنا أحرص على عدم تكرار نفس التصميم وأنها من عدة ثقافات القرطاجية والامازيغية والعربية وغيرها، وأجمع بين الكلاسيكي والحديث".. هكذا اختزل محدثنا تصوره لصناعة الجلد.
وعن الدعوة التي وجهها على صفحة مؤسسته علامة تونسية، يقول إنه يسعى للتعريف بصناعة الجلد غي صفوف الصغار والكبار وتخليد موروث جهته المرتبط بمشهدية لا تغادر مخيلته حيث يجتمع كبار السن في السوق حول الجلد ويشكل كل منهم قطعه على هواه.
ومنتوجات سامي بنبلحسن التي تحمل توقيع صنع في تونس كانت حاضرة في معارض دولية في الصين وسويسرا وفرنسا ولوس أنجلس إلى جانب معارض محلية في الشرقية وتونس.
وهو اليوم يحاول من خلال مؤسسته أن يخلق موطن شغل لأربعة حرفيين وأن يسوق لتونس ومنتوجاتها على طريقته بعد أن خرج بسلام من متاهة البيروقراطية وتحصل على بطاقة الحرفي وشهادة الكفاءة المهنية.