فارس وصهيب قدس أخوان لمع اسماهما في مجال صناعة السينما في السعودية مع فيلمهما الكوميدي الطويل الأول “شمس المعارف” الذي كان فيه فارس مخرجا وكاتبا وصهيب كاتبا وممثلا ليواصلا المسيرة المشتركة مع فيلم “أحلام العصر”.
الأخوان قدس لجآ إلى اليوتيوب قبل الانفتاح الثقافي والفني في المملكة العربية السعودية وصقلا موهبتهما في الكتابة والإخراج والتمثيل شيئا فشيئا وصنعا أسلوبا خاصا بهما ينهل من الكوميديا وينفتح على المواضيع الاجتماعية.
واهتمام الأخوين بالفن السابع ليس وليد الصدفة إذ أنهما توارثا حب الفن جيلا وراء جيل فجدهم الأكبر مهتم بالشعر وجدهم بالمخطوطات ووالدهم بالأدب والقص ومن بين أجدادهم من انشغل بالرسم.
وعن توارث الفن في العائلة يقول الاخوان ” الجميل في توارث الفن هو هذا التنوع وهي شاعرية تترجمت بأشكال مختلفة بما فيها السينما التي جذبت إليها كتابة وإخراجا وتمثيلا.. مع الوقت فهمنا أننا نتكلم نفس الشيء بلغات مختلفة.. والجلسات العائلية التي كنا نشاهد فيها الأفلام لها تأثير كبير في مسيرتنا”.
من “شمس المعارف” الكوميدي الصرف إلى “أحلام العصر” الذي ينهل من الكوميديا لكنه يتخلى عنها شيئا فشيئا، الأمر الذي جعل صهيب قدس يستشعر خوفا من عدم تقبل الفيلم الثاني من الجمهور بقدر تقبله للفيلم الأول ولكن رد فعل الجمهور خيّب شعوره وجعله يتخفف من حمل ثقيل، على حد تعبيره.
وعن هذه النقلة الواضحة في صناعتهما للأفلام، يقول فارس قدس إن الأفلام انعكاس للواقع وأن الفيلم الأول يعكس حياتهما المليئة بالضحك بطبعه الكوميدي، وحينما صار في حياتها جدية ومسؤولية أكثر انعكس ذلك على الفيلم الثاني.
في سياق متصل، يقول صهيب قدس ” بكل شفافية شمس المعارف يشبهنا أكثر فهو عن شخص يريد أن يصبح صانع أفلام، أما أحلام العصر فعن تأثير السوشيال ميديا وهي مسألة كونية لا تتعلق بالسعودية فقط”.
وعن مدى أهمية العمل المشترك بين الأخوين قدس، أشار صهيب إلى أن التحدي الكبير يكمن في كونهما قادمين من صناعة المحتوى الرقمي، مبينا أنهما كانا يقدمان فيديوهات تشبه الأفلام القصيرة منبعها حب الصناعة السينمائية.
وأضاف ” كان كل منا يكتب نصا ونتناقش والعصفور الذهني بيننا أفضى إلى توليفة رهيبة بدت فيها كتاباتنا متشابهة ومتطابقة.. الحوار مع فارس من أكبر الجوانب الشيقة.. رأي الوالد يهمنا فرواياته أو قصصه تصويرية”.
من جهته قال فارس ” في الوقت المستقطع بين الفيلم والثاني يأخذ كل منا فسحة ويعمق تجاربه، مثلا صهيب يشارك في أعمال أخرى كممثل وهذا يلهمنا كثيرا.. وعلى قدر اتفاقنا نحن مختلفان وتنويع تجاربنا ينعكس عل أعمالنا”.
كما تحدث الأخوان على انفتاحهما على سينمات العالم فكان البدء بالسينما المصرية وهوليود وبعد التشبع منها توجها إلى الأفلام الإيرانية والكورية والإيطالية والفرنسية والمغربية التي عكست لهما ثقافات البلدان بأسلوب جمالي.