من بين المشاهد اللافتة للنظر في افتتاح أيام قرطاج السينمائية، مشهد سير مجموعة من الممثلين والناشطين من بينهم فاطمة بن سعيدان على السجاد الأحمر مرتدين قمصانا تحمل صور المخرج الشاب عصام بوقرة.
وعن هذه الحركة التي تلقي الضوء على قضية عصام بوقرة الذي يقبع في السجن منذ سنة دون محاكمة في قضية استهلاك القنب الهندي، قالت الممثلة فاطمة بن سعيدان إنهم أرادوا أن يوجهوا رسالة مفادها أن انظروا في قضيته وأن ابحثوا عن عقوبات بديلة لا تؤثر في مستقبله.
وأضافت " لا أحد فوق القانون، ولكن كان من المفترض أن يكون عصام حاضرا في أيام قرطاج السينمائية وقد أنهى فيلمه" ، مشيرة إلى أن هذه اللفتة من أصدقاء عصام وفنانين يؤمنون بالحرية، أرادوا من خلالها أن يقولوا كفى وأن يطالبوا بمحاكمة عادلة.
وأما فيما يخص واقع الفنان عموما والذي تنتقل فيه سجون بهيئات مختلفة، قالت إن الفنان يجب أن يعيش فنه سواء كان مسرحا أو سينما أو غناء أو رسما أو أدبا أو شعرا ويجب ألا يعمل تحت الضغط والخوف، فالفنان إذا خاف فقد حريته، على حد تعبيرها.
وأضافت " الفنان ناقد وذو عين ثاقبة على المجتمع وفي داخله حس وطني وعنده مسؤولية تجاهه وهو بوسائله يخوض في كل المواضيع، والفنان لا يمكن أن يكون هوموفوب والفنان الذي يحمل داخله عقدا لن يفيد نفسه ولا الآخر".
وواصلت الحديث قائلة " يجب أن يحب الفنان نفسه ويتحرر من العقد ليحب الآخر، يجب ألا يحمل أفكارا مسبقة على الآخرين، يجب أن يكون إنسانا متصالحا مع ذاته ويدافع عن الحق في الاختلاف الذي تكمن فيه كل القوة، والحياة قصيرة وجميلة ويجب أن نحياها كما نريد".
في سياق متصل أشارت إلى أن كل المواضيع تهم الفنان ولا يوجد في قاموسه مسكوت عنه، كما أشارت إلى العمل الأخير الذي شاركت فيه "فلاغرنتي" لآسيا الجعايبي الذي يتحدث عن المثلية الجنسية، مؤكدة أهمية هذا العمل في تغرية الواقع وتغيير الأفكار المسبقة عن هذه الفئة التي تعاني داخل المجتمع وربما أيضا تغيير القوانين التي تحد من حريتها.
كما شددت على أن التغيير ينطلق من الثقافة والفنون وأن تقدم الشعوب يقاس بعمق ثقافتها وجمالية فنونها.