"أغنية الغراب" فيلم روائي طويل للمخرج السعودي محمد السلمان، اختارته هيئة الأفلام السعودية لتمثيل المملكة في مسابقة الأوسكار المقبلة عن فئة أفضل فيلم دولي.
في هذا العمل يخلق المخرج حالة من الرمزية بين الغراب الذي جعله يغني وبين الحمامة البيضاء التي تظهر على بوستر الفيلم لتكتشف مع تدفق أحداث الفيلم أنها ليست سوى إحالة على الشخصية الرئيسية المفعمة بالطيبة.
وفي الفيلم الذي جعل فيه المخرج الغراب يغني ليكسر من خلال العنوان كل الصور النمطية التي تقرن الغراب وصوته بالشؤم ويشكل مفارقات تضفي على الفيلم جمالية تنضاف إلى الحفر في فترة زمنية ماضية من تاريخ السعودية.
فهذا العمل يعود إلى سنة 2002 ليخوض في مسائل أيديولوجية وثقافية ويغوص عبر السخرية في فترة تاريخية مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية كما يعيد تعريف الرمزيات، وفق حديث المخرج محمد السلمان.
وعن اختيار الفيلم لتمثيل السعودية في جوائز الاوسكار، يقول السلمان في فيديو لرياليتي أون لاين، "أسعدني هذا الاختيار وسعدت أكثر لسعادة فريق الفيلم ولهذا الاعتراف بمجهود أشخاص تعبوا.. لم يكن الأمر متوقعا".
في سياق متصل، يشير محدثنا إلى المنتجات السعودية السنوية، قائلا "هذه فقط البدايات.. عندنا حكايات لم تُحك من قبل والقنوات القادمة ستشهد أفلاما ذات جودة عالية .. أنا متفائل بمستقبل السينما في السعودية."
وبخصوص رمزية الحمامة في بوستر فيلم يحمل عنوان "أغنية الغراب"، يقول إن الفيلم يعيد تعريف الرمزية وإن الغراب اسم حركي للشخصية الرئيسة في الفيلم وهي شخصية بسيطة وقد تبدو ساذجة.
وعن الشخصية الرئيسية، يضيف " هي بالنسبة لي شخصية مثيرة للاهتمام تمضي في رحلة غير عادية وتدخل أماكن وتلقي جماعات في حقبة كانت فيها توجهات كثيرة سواء في الأدب أو الفكر، ويتصادم معها ومتفاعل ويخلق نوعا من الكوميديا السوداء".
"هي شخصية بسيطة وعقلها بسيط وحساسة التقى امرأة فتن بها لتسير الأحداث في اتجاهات فكرية وأدبية في فيلم ساخر من كل شيء"، يواصل السلمان الحديث عن الفيلم وعن الشخصية المحورية.
كما يؤكد حبه لأسلوب السخرية في السينما والذي يستمده من طباع الشعب السعودي، ويكشف عن سبب اختيار الرياض لتصوير الفيلم إذ أن العاصمة تجمع أشخاصا من مناطق مختلفة يتكلمون لهجات مختلفة.
كما كان الحديث مع المخرج محمد السلمان فرصة لمعرفة أثر دراسة الهندسة في صناعته للسينما إذ يقول إن ذلك شكل شخصيته.