"قسمي الأحلى"، ركن يبدأ من الأطفال وينتهي إليهم، وفيه تتجسّد قيم التشاركية والمواطنة كما تتمثلها جمعية الشارع فن في هذا المشروع الذي انطلق منذ سنة 2012 وشهد عدة تطورات تصب كلّها في مصلحة الطفل وحقه في الثقافة والترفيه.
ومنذ تأسيسها سنة 2006 تولي جمعية "الشارع فن" الفن والثقافة والتربية أهميتهما الحقة من خلال عديد الأنشطة الفنية والثقافية والتربوية، وكل هذه الأنشطة تضع الطفل نصب عينيها وتحاول في كل مرة أن تغير من واقعه بالشراكة مع عدد من مؤسسات الدولة أومكوّنات المجتمع المدني.
من هذا المنطلق، كان مشروع " قسمي الأحلى"، المشروع التشاركي الفني الذي عكفت عليه الجمعية في الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2021، إثر اطلاقه من متحف العمارة والتراث بباريس ليفضي إلى تهيئة 9 أقسام بـ4 ولايات هي بنزرت وتونس والقيروان وصفاقس بالشراكة مع وزارة التربية.
وهذه التجربة التي استفاد منها حوالي 3000طفل و200مدرس و30حرفيا و10شركات مقاولة و4 معاهد هندسة معمارية وتصميم و100طالب و25 أستاذا، اتخذت منحى آخر حينما قررت جمعية الشارع فن تشريك جمعيات أخرى فيها.
ومن خلال هذا التوجّه، تسعى الجمعية إلى نقل منهجية مشروع "قسمي الأحلى"، إلى المنظمات والجمعيات الأخرى في الجهات بهدف استفادة شبكة أكبر من المدارس وعدد أكبر من الأطفال وتمكين التلاميذ من أماكن مخصصة للتعبير والإبداع وتحفيز المخيلة وتنمية الوعي.
في هذا الصدد يقول مؤسس "الشارع فن" سفيان الويسي، إن هذا المشروع يقطع مع المركزية الثقافية ويهدف إلى إخراج الأطفال في بعض الجهات من عزلتهم على اعتبار غياب مرافق التثقيف والترفيه، مشيرا إلى العمل على توسيع فكرة المشروع لتشمل كامل تراب الجمهورية.
وعن التجربة التي شملت 9 مدارس قبل الانطلاق في توسيعها وتشريك جمعيات أخرى فيها، لاحظ محدّثنا أنها انعكست على الدراسة والإطار التربوي والتلاميذ وأفضت إلى تغييرات إيجابية في سلوكيات الأطفال وأسهمت في إدماجهم أكثر والنأي بهم عن بوتقة العنف.
ومن بين أهداف التوجه إلى تشريك جمعيات أخرى في المشروع، وفق سفيان الويسي، خلق حركية في الجهات وتشريك سكانها في خلق فضاء إبداعي لأطفالهم، إلى جانب تعزيز ثقة الأطفال في أنفسهم وفي أفكارهم التي تعدّ مهدا للمشروع.
في المرحلة الثانية من المشروع التي تأتي بعنوان الانفتاح على الجمعيات في الجهات، تم إطلاق دعوات لتقديم مشروع ثقافي مواطني في المدارس الابتدائية العمومية ليشمل عدة مدارس من بينها مدرسة نهج المر التي شهدت تجربة نموذجية لهذا المشروع.