على ارتفاع يتيح لك فرصة اكتشاف تونس من زوايا مختلفة، يتخذ طبق الكسكسي أبعادا أخرى على سطح نزل أفريكا حيث قدم طهاة من الجمعية العالمية للطهاة تصورا آخر لهذا الطبق الراسخ في الذاكرة الشعبية التونسية والمغاربية.
هذا الحدث يأتي في سياق الاحتفال باليوم العالمي للكسكسي وهو من تنظيم جمعية نكهة بلادي وجمعية أساتذة النكهة وخبراء الطهي والخدمة بتونس وإشراف المنظمة العالمية للطهاة على سطح أفريكا، فيما يحاول الطهاة الأربعة نبيل الركباني من تونس و "Veselina slavcheva" من بلغاريا و "Nebojsa Nibbe Mitrovic" من السويد و"John garet" من بلاد الغال، رسم ملامح أخرى للكسكسي، ينتفي الزمان والمكان على إيقاع النسمات المتسربة من رئتي تونس.
أنفاس تونس تغزو المكان وابتسامتها ترتسم في البحيرة وفي القصبة وفي جبل زغوان وكل التفاصيل التي تقع عليها العين وحبها يغازل نبضات القلب لتصدح انتشاء وترقص الروح على نسقها.
بنايات تحمل في واجهاتها حكايات عابقة بالتاريخ وأشجار تؤوي أسرارا وقصصا تلتقطها السماء التي بدت قريبة جدا وممتدة جدا كما أملنا في تغيير ينتشل هذا الوطن الساحر من هذا الواقع.
الطهاة يصورون وجها آخر للكسكسي والسماء تتغزل بالناظرين إليها فتتزين بالشمس حينا والغيوم حينا آخر قبل أن ترسل خيوط المطر في مشهد شاعري على سطح "أفريكا" حيث تجسد فكرة اقترحها مدير عام النزل محمد علي جليل بالتزامن مع اليوم العالمي للكسكسي.
كسكسي في كؤوس، وآخر في صحن تحاوطه قشور البرتقال، مشهد قد يبدو مستفزا لمن ألف الكسكسي في أوان كبيرة ولمن ألفه بطريقة معينة مرتبطة بذكريات ومناسبة تختلف تفاصيلها.
الكسكسي في وجهه الحديد، أبيض اللون ممزوج بالفواكه الجافة مع طبقة من معجون الرمان والغلال الحمراء وكريمة الفانيلا وقطع من الأناناس للزينة، قد لا يستوعب عقلك المحمل بصور "المسفوف" في وجهه الأصيل والكسكسي أحمر اللون المنظر ولكن تظل محاولة لإخراج الكسكسي من نكهاته السائدة.