في الوقت الذي تحتدم فيه الصراعات السياسية وتتعاظم فيه الهوة بين الشعب والسياسيين ويزداد فيه المشهد قتامة وضبابية، تظل معاناة بعض التلاميذ على حالها فهم يسلكون كل يوم طرقات وعرة ليبلغوا مدارسهم.
لا الحكومات المتعلقة ولا الإجراءات الاستثنائية، ولا خطابات رئيس الجمهورية الرنانة غيرت من وضعهم فأقدامهم الصغيرة ألفت وخز الحجارة التي صارت أحنّ عليهم من دولة أعرضت عنهم منذ أمد.
وعلى أعتاب كذبة العدالة الاجتماعية تطفو على السطح مرة أخرى لتعرّي حجم البؤس الذي يعيشه التلاميذ في بعض المناطق، يبني المواطن كريم عرفة، وهو صاحب شركة أشغال عامة، جسور الأمل ويحاول في كل مرة أن يخفف من وطأة المعاناة.
مبادرات كثيرة بعث فيها كريم عرفة الحياة ليمحو تجليات للموت الذي يأخذ هيئات كثيرة في تونس، من بينها صيانة وتهيئة المدارس وبناء الجسور لفك عزلة التلاميذ الذين يعانون الأمرين للوصول إلى مدارسهم.
وهي ليست المرة الأولى التي يحول فيها كريم عرفة الحلم إلى حقيقة، إذ بنى جسورا أخرى من بينها جسر في منطقة بلطة بوعوان ليكون جسر منطقة الهذيل الثاني في ولاية جندوبة.