"لسان القلم" وثائقي من إخراج مروان المدب يحاكي الخط العربي في جماليته وانسيابه وتشبعه بالحكي المغوي بالاستماع والإمعان، وثائقي مغمض في الفن والثقافة والتاريخ والروحانيات.
الوثائقي الذي يشدك إليه من فاتحته إلى خاتمته ينهل من سحر الخط العربي ويحمل المشاهد في رحلة ينافي معها الزمان والمكان، رحلة لا ولي فيها ولا سيد سوى التشكيل الحرفي.
وهو من إنتاج المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية تونس، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO) وتنفيذ Tunistudio" Film Production".
26 دقيقة من السفر الممتع في ثنايا الخط العربي في تونس وما بينها من تطورات وسمها تعاقب الحضارات والثقافات ليحكي لسان القلم قصصا تمتد من الماضي إلى الحاضر وتمد فروعها في مستقبل يضاهي الحرف في تحرره.
سيل من المعلومات عن الخط العربي وتطوره في تونس وعن تعبيراته المختلفة وعن المخطوطات النادرة التي تحوزها تونس، يستمد الفيلم جماليته من صوت محمد السياري في قراءة النص المرافق للمشاهد ومن موسيقى خميس البحري.
حكايات عن الخط القيرواني يرويها خطاطون تونسيون التقتهم الباحثة الجامعية في الفن الإسلامي تاج الملك عويشة في أماكن ذات رمزية على غرار المتحف الوطني للفن الإسلامي برقادة حيث تسكن الآثار الإسلامية بالبلاد التونسية.
وهذا المتحف يضم نفائس لها صيت عالمي جعلها جاذبة للمهتمين بالتاريخ الإسلامي، من بينها مخطوطات تحمل في طياتها الكثير من القصص، ورقات من الرق الأزرق وورقات من مصحفي الحاضنة والمعز بن باديس ومنمنمات من مصاحف أخرى رسمت بماء الذهب.
مصاحف بتشكيلات حرفية مختلفة من الحجازي المائل إلى الريحاني إلى خطوط قريبة من الكتابة المغربية، تسافير جلدية مزخرفة بتقنيات عالية الدقة منها ما يعود إلى القرن الثالث للهجرة (التاسع للميلاد)، وغيرها من الآثار عرضها الفيلم تباعا.
من متحف رقادة إلى المكتبة الوطنية تتواصل الرحلة في تفاصيل التشكيل الحرفي وتجول الأعين بين تفاصيل نفائس المخطوطات وفي ثنايا مخبر معالجة المخطوطات و ترميمها، ومنها إلى معهد الفنون الجميلة بنابل خلال ورشة تطبيقية للخط القيرواني يؤمنها الخطاط والجامعي طارق عبيد.
وفي مركز الخزف الفني سيدي قاسم جليزي ومتحف الفن المعاصر حيث تعرض أعمال فنية لنجا المهداوي وخالد بن سليمان، تتواصل المغامرة وتمتد إلى ورشة خالد ميلاد و ابنه صفوان الذي اختار الجدران و القباب محملا فنيا.