قالت الأستاذة هدى الهنتاتي مستشارة في الإعلام والتّوجيه المدرسيّ والجامعيّ بالمندوبية الجهوية بسوسة إن على الأولياء أن "يفسحوا المجال امام أبنائهم من التلاميذ الذين يستعدون الى اختيار أحد المسارات أو احدى الشعب التعليمية، حتى ينتهجوا الطريق الذي يرغبون في اتباعه بكل حرية". واعتبرت الاستاذة هدى الهنتاتي خلال اجتماع مع أولياء تلاميذ معهد أبي القاسم الشّابّي بالقلعة الكبرى انعقد يوم 18 فيفري ضمن سلسلة من الاجتماعات بأولياء تلاميذ السّنوات الأولى والثّانية حول "التّوجيه المدرسيّ"، أنه من المهم أن يرافق الأولياء أبناءهم خلال هذه المرحلة المصيرية من حياتهم والتي سيتحدد بمقتضاها مستقبل كل شاب من هؤلاء.
ودعت الهنتاتي التي أدارت هذا اللقاء بكل سلاسة وحنكة واقتدار الأولياء الى ضرورة الحضور المكثف وإيلاء مسألة التوجيه المدرسي الأهمية التي تستحق خصوصا في ظل حالة التذبذب والاضطراب التي يمر بها التلاميذ عادة في هذه المرحلة العمرية والتي تتسم بتغييرات سلوكية وفيزولوجية وعلائقية قد تؤثر سلبا على اختياراتهم وقراراتهم.
وأكدت المستشارة في الإعلام والتّوجيه المدرسيّ والجامعيّ خلال هذا الاجتماع الذي حضره عدد هام من الأولياء والمربين كذلك على ضرورة الحرص على أهمية التوفيق بين قدرات التلميذ الحقيقية والتي تترجمها عادة الأعداد التي يتحصل عليها والميولات التي يبديها وهو ما يدعو الأولياء الى "تربية" ابنائهم على الاختيار الصائب والعقلاني حتى يتميزوا في دراساتهم العليا.
ولعل من بين المسائل المهمة التي تطرقت اليها الاستاذة رغم أنها دائما ما تكون مغيبة تماما، هي مسألة المواد الاختيارية بعد التوجيه والتي يجب أن يحرص التلميذ على إيلائها الأهمية التي تستحق بالنظر إلى أنها قد تحدد أحيانا نجاح التلميذ أو فشله خلال السنة الدراسية.
واعتبرت الأستاذة هدى الهنتاتي ان بامكان كل تلميذ يرغب في تغيير مساره الدراسي او الشعبة التي انتهجها القيام بذلك وفق شروط وضوابط محددة أهمها الدقة والانضباط واحترام توقيت الاجراءات المعمول بها.
يذكر أن مستشاري الإعلام والتّوجيه المدرسيّ والجامعيّ وهم عادة متفرعون عن سلك الاساتذة، يقومون بعمل جبار في تأطير التلاميذ وأوليائهم ليس فقط خلال فترات فتح أبواب التوجيه المدرسي بل على كامل السنة اذ ان تكوينهم في هذا المجال الدقيق يمكنهم من سبر أغوار نفسية التلميذ وإيجاد الحلول التي تساعده على تخطي كل العقبات التي تعترضه.
57