عصام غرسلي
يُخيّل إليك من الوهلة الأولى وأنت تقرأ هذا العنوان أنك ستقرأ مقالا عن تفاصيل ليلة سقوط الفلوجة، تلك المدينة العصية على غازيها قبل الفتح الإسلامي وبعده، والحقيقة أن "ليلة السقوط" هو مسلسل عربي ضخم جمع أقطاب الدارما العربية، وهو إنتاج مشترك مصري_ سوري_عراقي شارك في إنجازه اكثر من 150 بين ممثلات وممثلين عرب من بينهم نجوم على غرار طارق لطفي، صبا مبارك، باسم ياخور، كندا حنا، جواد شكرجي…
المسلسل يتناول أحداث سقوط الموصل العراقية في أيادي داعش الإرهابية سنة 2014 فيستعرض تارة الظروف المأساوية التي عاشها الأهالي خلال تلك الفترة، وكيف استطاع الشعب العراقي بجميع أطيافه سُنّة وشيعة، أكرادا ويزيديين، قوات عسكرية عراقية وقوات بيشمركة وحشد شعبي من مقاومة هذا التنظيم الإرهابي، وطورا خساسة بعض "القوادة" من أمن وأهالي المدينة الذين ساهموا في سقوط مدينتهم، وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما ساعد نفس الرهط من الأشخاص على سقوط العراق سنة 2003 بيد المحتل الأمريكي ….
"ليلة السقوط" مسلسل رائع يتناول اللحمة بين الأديان والطوائف لمقاومة "إسلام داعش" الإرهابي الذي يذبح ويقتل ويسبى النساء بالاستشهاد بما قال الله والرسول…
أما مسلسل "فلوجة" التونسي فيروي ليالي سقوط الأخلاق ونشر البذاءة بالمعاهد التونسية من علاقات محرّمة ومخدرات.. مسلسل أثار ضجة داخل تونس وخارجها وصلت حد رفع قضايا استعجالية لإيقاف بثه بسبب الصورة السيئة التي أظهرتها لنا المخرجة والممثلون عن التلاميذ والعائلات التونسية.
لو قارنا بين هذين المسلسلين، "ليلة السقوط" و"فلوجة"، لاسنتنجنا أننا أمام مقارنة لا تجوز بين عمل درامي يطرح فكر نشر المقاومة والوحدة وحب الوطن، وآخر يساهم مباشرة بالتأثير على المراهقين من شبابنا على الانحلال والتسيب.. عملان كالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان أبدا..
18