مات أربعة سجناء وجرح 61 بعد أن اندلع حريق هائل بسجن "إيفين" في إيران، أمس السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وقالت مصادر داخل السجن، المعروف بأنه معتقل للسجناء السياسيين، لبي بي سي إن عدد القتلى والمصابين أكثر من المعلن.
وأظهرت لقطات انتشرت على الإنترنت ألسنة لهب ودخان قيل إنها تتصاعد من السجن، الموجود في العاصمة طهران. وأفادت تقارير بسماع دوي طلقات نارية وأجهزة إنذار آتية من السجن.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مسؤول قوله إن "اضطرابات" وقعت، وإن "عناصر إجرامية" هي المسؤولة عن الحريق.
وتجتاح احتجاجات مناهضة للحكومة إيران منذ أسابيع بعد موت الفتاة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاما، مهسا أميني، أثناء احتجاز الشرطة لها (…)
ويأتي الحريق في وقت لا تزال فيه الاحتجاجات مستمرة في البلاد.
وقالت رنا رحيم بور من الخدمة الفارسية في بي بي سي إنه لم يعرف بعد إن كانت هناك صلة بين الحريق في السجن والاحتجاجات الأخيرة، لكن ذلك وارد، حيث أرسل مئات المحتجين الذين ألقي القبض عليهم إلى سجن إيفين.
وادعت وسائل إعلام رسمية أنه لا توجد صلة بين الحدثين.
وقد أعقب مقتل الشابة أميني قبل خمسة أسابيع موجة من الاحتجاجات في أنحاء إيران، في أعتى تحد للجمهورية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1979.
والعديد من الذين قتلوا خلال الاحتجاجات هم من المراهقين.
وأظهرت صور بثتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" الأضرار التي خلفها الحريق داخل السجن.
وكانت صور درامية للحريق والدخان قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مساء السبت.
وسمع دوي الرصاص في أكثر من لقطة فيديو، وفي بعض اللقطات سمعت أصوات خارج السجن تهتف "الموت للديكتاتور"، وهو أحد الشعارات الشائعة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وفي بعض اللقطات، شوهدت أجسام تلقى من الخارج داخل السجن متبوعة بأصوات انفجارات، كما أفادت الخدمة الفارسية في بي بي سي.
وتجمعت حشود كبيرة خارج السجن، وتوقفت حركة المرور، وشوهدت شرطة مكافحة الشغب تدخل بناية السجن.
وتوالى نشر لقطات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت ألسنة نيران مشتعلة وسمع فيها أصوات إطلاق رصاص.
وظهر في بعض اللقطات سجناء على سطح أحد أقسام السجن.
وقالت عائلات بعض السجناء لبي بي سي إنها لم تتمكن من الاتصال بأفراد عائلاتها عبر الهاتف، وإن الانترنت في محيط السجن تبدو مقطوعة.
وفي وقت لاحق تمكن بعض السجناء من الاتصال بعائلاتهم لإخبارها بأنهم في أمان (…)
وكان السجن قد تعرض لانتقادات من جانب منظمات غربية معنية بحقوق الإنسان. واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات في السجن باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن إلى أجل غير مسمى، وكذلك الاستجوابات المطولة والحرمان من الرعاية الطبية للمحتجزين.
ونشرت مجموعة من مخترقي مواقع على الإنترنت يطلقون على أنفسهم "عدالة علي" مقاطع فيديو في أوت من العام الماضي، تتضمن لقطات مسربة من سجن إيفين تظهر حراسا يضربون النزلاء أو يسيئون معاملتهم.
وعبرت بعض الحكومات التي يحتجز مواطنون لها في السجن عن قلقها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنها تتابع التطورات عن كثب، بينما قال وزير الأمن البريطاني إن التطورات مقلقة.
المصدر: بي بي سي عربي
4