بمناسبة اليوم الدراسي، رجاء من كل الحاضرين حتى لا يكونوا شهود زور وحتى لا يتلطخوا بجرائم هذه الوزيرة لمزيد تفتيت أهل القطاع وضرب مكاسب السينما في تونس التي جاهد من أجلها أجيال وأجيال.
للتذكير بما فعلته في المهرجانات السينمائية سأبدأ بأهمها وأعرقها وصاحب السمعة الدولية حيث بعدما تصرفت كما تريد حيث سمت بنفسها المديرة ولم توفر الإمكانيات اللازمة وبقطع النظر على التصرف في دعوات الافتتاح والاختتام اجتهدت لإصلاح ما فعلته بحرماننا من المهرجان مرة في السنتين بدون استشارة ولا يوم دراسي وضربت عرض الحائط بموقع المهرجان على خارطة المهرجانات العربية والافريقية غير عابئة بما سيحدث جراء هذا الغياب من فقدان المكانة التي وصلت اليها أيام قرطاح السينمائية لدى جيل جديد من السينمائيين في المنطقة العربية والإفريقية واليتم الذي سينجر عن غيابه لسينمائينا الشباب الذين تدافعوا على إبداع أفلام مجددة وهم في حاجة الى مهرجان سنوي كبير ليقدموا أفلامهم الغزيرة حيث لا تعلم السيدة الوزيرة أن في بداية المهرجان كانت تونس تنتج صفر فاصل فيلم في السنة وكانت الأفلام العربية الافريقة نادرة جدا وصداها في المهرجانات االدولية يعد كبيضة ديك.
أما اليوم فقد أصبحنا ننتج أكثر من ثمانين فيلما في السنة ونحن في حاجة الى مهرجان دولي سنوي وكان على الوزيرة قبل القرار المشين فتح يوم دراسي لوضعية المهرجان أو حتى الاطلاع على بعض أفكار الذين سبقوها.
سابقية الإضمار في تحطيم المهرجانات حيث انطلقت بضرب مهرجان منارات تشفيا من الوزيرة السابقة شيراز العتيري يذكرها بالخير والمنتجة درة بوشوشة الكفاءة الوطنية في الميدان يشهد لهما حيث خلقت خلافا حول أحقية المركز الوطني للصورة على المهرجان لتعبث بالمهرجان كما رأينا كلنا. النتيجة في مهرجان انجز شماتة في خيرة الغيورين والغيزرات على السينما في تونس والمدافعين على تفتح السينما التونسية على محيطها المتوسطي وفي اطار تمويل مشبك بين الخواص والدولة والتعاون الدولي وفي شكل احتفالي بهيج وفي اسمى أشكال التعاون بين الخاص والعام والمجتمع المدني. حطمت كل ما سبق لتنظم مهرجانا مع مجموعة من مأجورين لا حول لهم ولا قوة حتى الاعتراف بعدم معرفتهم بالمهرجانات السينمائية ولا تجربتهم فاستنجدت بهم لتعويض التظاهرة الصيفية التي تجول شطوط تونس بعزاء سينمائي باهت غير منظم بشهادة الضيوف وبتكاليف باهظة تفوق بكثير مساهمة الوزارة في النسخة الأصلية للمهرجان الذي سيعود يوما الى تنشيط شطوط تونس بعد ملك هذه الوزيرة الذي سيكون قصير جدا.
ومن المهرجانات ما قتل الآن تتوجه الى مهرجان قابس المستقل بجمعيته وبتمويله من طرف الخواص وبتموقعه في الجنوب التونسي رأت السيدة الوزيرة حرمانه من مساعدة الدولة المتفق حولها منذ دورات وبما أن الدورة الفائتة انتهت من شهر أفريل 22 لم تتمكن الهيئة المديرة من مستحقاتها الى حد اليوم الدراسي.
ومن خصالها عطلت حركة توزيع الأفلام في دور الثقافة والجهات الداخلية حيث وضعت إجراءات بيروقراطية على عرض الأفلام في إطار تشجيعها للامركزية الثقافية وضاعفت التكاليف المالية لاستعمال دور الثقافة وقبلت فرض مكافآت مالية لرجال الأمن مقابل القيام بعملهم في تأمين العروض في دور الثقافة.
كما كبلت الموزعين بإجراءات بيروقراطية من تسجيل العقود والاقتناء من لدن المنتجين والاستشهاد بعقودهم مع الموزعين وعطلت حركة خلاص شراء الأفلام وعقدت التحصل على تأشيرة الأفلام خدمة للثقافة السينمائية.
ومن المهرجانات الى اختفاء صندوق تمويل السينما الفرنسي التونسي الذي يوفر من الناحية الفرنسية ما يفوق مليون دينار في السنة لمساعدة السينما التونسية والأسباب يعجز اللسان على وصفها من رداءة وتفصّ وانعدام كفاءة وقلة متابعة للملفات. شيء مخجل حقيقة والنتيجة حرمان عدد هائل من صانعي الأفلام من تمويل إضافي لإنجاز أفلامهم هذا دون أن ننسى الدورات التكوينية والمناسبات العديدة التي تم اهدارها مع البلدان الافريقية والعربية لتمويل وتدريب السينمائيين الشبان التونسيين في بلد يعوزه التمويل.
كما تم إخفاء صندوق صيانة قاعات السينما ونتمنى ان يكون لموسم واحد ويعود الى سالف نشاطه حيث لم تجنمع اللجنة التقنية هذه السنة ولم يف الصندوق بتعهداته للموسم الفارط.
ومن خصال السيدة الوزيرة أنها لا تهتم بموارد القطاع من ميزانية الدولة ثم لا علم لنا عن موارد صندوق التنمية الثقافية وأين تصرف.
ومن خصالها تعاملها بكل بيروقراطية مع منتجينا ومخرجينا الذين تم انتقاؤهم لتمثيل تونس في المهرجانات الدولية الكبرى (مثل كان والبندقية) حيث كان النظام السابق وعمامات العشرية السوداء يتعاملون بافتخار شديد مع هذه النخبة ويفتحون أمامهم الأبواب ويشاركونهم تألق الابداع التونسي.
ومن أفضالها على السينما انها جمدت مقترحات لجنة الاستشراف والتوجهات الاستراتيجية وكأنها مقترحات الأعداء علما أن اللجنة مكونة من طرف ممثلين عن المهنين والجمعيات المهنية ومنهم الحاضرون اليوم.
وفي اليوم الدراسي نذكر السيدة الوزيرة ان المركز الوطني للسينما والصورة بدون مدير عام ولو اجتهد المعوضون فليس لهم من سلطات ما يتسع لمدير عام. ولم تكلف مديرا أو مديرة لأيام قرطاج السينمائية التي انطلقت في إصلاحها وهذا كله من حسن عنايتها بالقطاع.
والأغرب أنها عاقبت المدير العام السيد سليم الدرقاشي الذي برهن على كفاءته واستقامته فطردته لأنه نصحها ورفض أن يشاركها أخطاءها فتنكلت به وقلدت محمد زين العابدين في إقصاء الكفاءات غير الموالية وملاحقتهم وإلحاق الضرر بسمعتهم وتجييش التفقدية ضدهم حتى لا يفكر أحد بعدهم في خدمة المؤسسة الثقافية بكفاءة واقتدار وان لزم الأمر يرفض رغبات السيدة الوزيرة غير القانونية والامعقولة… والقائمة طويلة في العديد من القطاعات الأخرى.
ومن خصالها أنها تركت قانون الفنان الذي تمت المصادقة عليه في آخر يوم عمل للجنة الثقافة والتربية والثقافة والشباب من مجلس الشعب المنحل على انه مشروع من سبقها فهي ستأخذنا الى الجحيم بكفاءتها العالية وتفردها.
هذا قليل من كثير في قطاع السينما بدون ان نفتح ملفات غيرها من القطاعات الثقافية.
الحبيب بالهادي
منتج مسرح وسينما