على وقع موسيقى الجاز والبلوز أحيت الشابة ميسون الفطناسي ابنة القلعة الكبرى حفل افتتاح الدورة 41 لمهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى الذي تنظمه جمعية المهرجان بقيادة الصحفيّة وفاء دعّاسة.
رغم تعالي بعض الأصوات الرافضة التي استكثرت على ميسون الفطناسي، الفنانة الشابة والمثابرة صعودها خشبة مسرح دار الثقافة بالقلعة الكبرى لتعلاّت واهية وحجج عفا عنه الزمن وخلنا أنها ولّت وانتهت، فإن ميسون، ابنة منطقة البورة الريفيّة التي نشأت بها ونهلت من أرضها وترعرعت بين ثنايا حقولها والتمست موهبتها بين حفيف أشجارها وأصوات عصافيرها، أصرّت على النجاح والتألّق ليس فقط للردّ على هذه الأصوات أو لإثبات جدارتها بافتتاح مهرجان عريق فحسب، بل لأن قدر هذه الأيقونة والنجمة القادمة على مهل هو النجاح، ولا شيء غير النجاح.
فما تمتلكه ابنة المعهد العالي للموسيقى من قدرات صوتيّة هائلة وحضور على الركح وقدرة على التناغم مع المجموعة الموسيقية المتألقة التي صاحبتها، ساعدها على التألّق وشدّ انتباه الجماهير التي تفاعلت أيّما تفاعل مع عرضها "سربح".
هذا العرض الذي يحمل اسما كان يطلق على الشابة ميسون، شمل مجموعة من المقطوعات التراثية التونسية التي تم توزيعها على إيقاع ألوان فنية مختلفة مثل البلوز والجاز وغيرها مما أضفى على هذه الأغاني مسحة فنيّة وجماليّة، زادها إبداع ميسون الفطناسي ذات الصوت الأوبرالي القوي والشجي رونقا وجمالا.
مهرجان الزيتونة الذي غاب عن افتتاح سهراته الفنية المسؤولون المحليون والجهويون -وهي سابقة في تاريخ مدينة القلعة الكبرى- كان فرصة للعديد من الحاضرين لاكتشاف صوت فني استثنائي قادر على التألق في أعتى التظاهرات لا فقط في هذا المهرجان الذي انفضّ من حوله الجميع أو كاد وظلت قلّة باقية من أبنائه تصارع من أجل ديمومته في غياب الدعم المادي والمعنوي كذلك، فيما اختار البعض الآخر الوقوف على الرّبوة كدأب العديد من أمثالهم في مواقع عديدة وجهات أخرى ومجالات شتّى.
مهرجان الزيتونة بالقلعة الكبرى، شيخ مهرجانات ولاية سوسة سيتواصل الى غاية يوم 30 ديسمبر حيث سيكون حفل الاختتام مع الفنان حسان الدوس. وسيضرب الجمهور موعدا يوم الغد مع الفنانة آمنة فاخر.
محمد علي الصغيّر