دورة رابعة من مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان الذي ينظمه "شباب العالم معاً" بعنوان "حقّ مستحق" تأتي لتؤكد أن الحقوق غير قابلة للمساومة، الحقوق كل الحقوق وخاصة تلك المتعلقة بالحرية والكرامة والمساواة.
ويقترح المهرجان الذي انطلق في الثامن من شهر جوان الجاري ويتواصل إلى غاية الواحد والعشرين منه برنامجا متنوّعا يمتدّ على 14 يومًا إذ يعرض أفلاماً تدافع عن القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان وتعيد إلقاء الضوء على قِيَم العدالة والديمقراطية والمساواة.
عروض في ثلاث صالات سينما في حضرموت وتعز وعدن بالإضافة إلى عروضٌ افتراضية الهدف منها إتاحة الإمكانية لجمهور أوسع للاطلاع على برمجة المهرجان من الأفلام المحملة بالرسائل عن الحقوق والحريات.
أفلام جوهرها الحقوق…
شملت برمجة المهرجان 28 فيلماً قصيراً روائياً ووثائقياً يهدف كلٌّ منها إلى إعادة إحياء جوهر حقوق الإنسان، وترسّخ هذه الأفلام المعتقدَ بأنّ الحرّية والكرامة والمساواة تشكّل حقوقاً أساسية لا يجدر المساومة عليها أو انتهاكها أو ضياعها.
ومن خلال المهرجان، يوحّد المخرجون قوّة إرادتهم ويستندون إلى أدواتهم الفنية للتذكير وإعادة التأكيد على الحقوق المتأصلة التي يستحقّ الجميع أن يتمتع بها.
يعرض البرنامج مجموعةً لافتة من الأفلام الدولية القادمة من بلدان مثل الأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، والسودان، وتونس، وباكستان، وغانا، وكرواتيا، والكاميرون، والصومال، وفنلندا، وكولومبيا، وإسبانيا، والبرازيل، وتايوان، وفرنسا. ويركّز هذا التمثيل على الطبيعة العالمية للنضال من أجل حقوق الإنسان ويشجّع على التفاهم العابر للثقافات.
ومن بين الأفلام اللافتة المعروضة في إطار المهرجان، يبرز الفيلم الغاني TsuTsue "تْسُوتْسُوِي" للمخرج "أمارتي أرمار"، الذي اختير عرضه ضمن الفئة الرسمية في مهرجان "كان" السينمائي في العام 2022، بالإضافة إلى ذلك، حظيت أفلامٌ أخرى في مجموعة العرض بتقدير كبير في مختلف المهرجانات من حول العالم، مثل فيلم التحريك الطويل التايواني Hello to Me in 100 Years(مرحباً بي بعد 100 سنة من اليوم) للمخرج وو-تشينغ تشانغ والفيلم الباكستاني Murder Tongue (اللغة القاتلة) الذي نال إعجاب الجماهير وهو من إخراج "علي سهيل جورا".
و بالإضافة إلى الأفلام من العالم، يتمّ إلقاء الضوء على الأفلام المحلّية اليمنية التي تعالج المسائل المجتمعية الهامة وتشجّع على إنشاء مجتمع مترابط وأكثر أماناً.
وتركّز هذه الأفلام على أهمية حلّ النزاعات، وإتاحة مستقبل آمن، وإبراز مدى أهمية مساعدة الآخرين على عيش حياة أفضل وتصوّر جوهرَ القدَر والإيمان والمسؤولية الجماعية في دعم الأفراد لبعضهم البعض.
سيُعرض مثلاً فيلم "عبْر الأزقّة" للمخرج يوسف الصباحي الذي عُرض للمرّة الأولى في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في العام 2022. ويتمحور الفيلم حول قصة بسيطة لكن آسرة يزور الجمهورُ في خلالها أغوارَ مخيّلة الصبي ويرافقه في فضوله ويغوص معه في استطلاعه التعجُّبي.
ندوات وورش…
بالإضافة إلى عروض الأفلام، يقدّم المهرجان سلسلةً من الندوات المتخصصة التي يمكن حضورها عبر الإنترنت وخارج نطاق الشبكة في مدن العروض.
وتغوص هذه الندوات المتخصصة في مواضيع مثل دور مهرجانات الأفلام المعنية بحقوق الإنسان ودور التمويل والإنتاج في الصناعة اليمنية والدولية، مع تقديم دراسة حالة معمَّقة عن إنتاج فيلم "المرهقون"، بالإضافة إلى جلسة خاصة تُعنى بكتابة النصوص السينمائية. وستدور أيضاً جلسات نقاش في خلال العروض في حضرموت وتعز وعدن، مما يتيح منصةً للحوار والمحادثات المفيدة.
علاوة على ذلك، ستوفر مجموعةٌ من ورش العمل والندوات منصةً للمشتركين لينضمّوا إلى النقاشات البنّاءة ويتبادلوا الأفكار ويتعلّموا من الخبراء والفنانين رفيعي المستوى القادمين من اليمن والعالم. وتهدف هذه الجلسات إلى تمكين الحاضرين وإلهامهم من خلال الرؤى والتجارب القيّمة التي يشاركها المحترفون في المجال.
ويسعى أيضاً المهرجان إلى الاحتفال بالإبداع السينمائي من خلال جائزة "بران" لتكريم أفضل فيلم روائي قصير وأفضل فيلم وثائقي وأفضل فيلم يمني قصير.
عن المهرجان…
إنّ مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان هو المهرجان الأول والوحيد في اليمن وهو يهدف، باعتباره نافذةً للعالم على الثقافة اليمنية، إلى إتاحة منصات مفتوحة وآمنة وحرّة لليمنيين تستعين بالفنون لمناقشة المواضيع المرتبطة بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
يُنظَّم المهرجان بوتيرة سنوية وتكمن مَهمّته في مؤالَفة المنصات والمهرجانات الفنية والثقافية وتشجيع المشاركة العامة في الفنون. ويعمل المهرجان على الترويج للسينما والوسائل الإعلامية البصرية عبر فئات المجتمع اليمني، بالإضافة إلى أنّه يشكّل صلةَ وصل بين الجماهير المحلية والدولية.
وفي هذا السياق قال المدير العام للمهرجان ناصر المنج "نعيش اليوم في زمنٍ تتعاظم فيه قوة القصة لتصبح الأداة الأكثر تأثيرًا في تسيير الشعوب وصنع التغيير.. فكان الفيلم هو الوسيلة الأولى لعرضها وإيصالها مُشبعة بالعاطفة وحاملةً بين طياتها قيمةً ورسالة. ولذلك ولثلاث سنوات قام مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان .."
ومن جهتها أعربت مبرمجة المهرجان شيماء التميمي عن شعورها بالفخر والتفاني لهذا المشروع، قائلة "بفضل التفاني الثابت والراسخ، يسرّ مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان أن يعرض برنامجاً مُعَدّاً بعناية ليحاكي مشاعر الجمهور في اليمن. لقد اختيرت هذه الأفلام الاستثنائية بشكلٍ مدروس ليتخطى هدفُها حدودَ الترفيه، فهي تسعى أيضاً إلى التعليم والتثقيف وملامسة جوهرَ الاتصال البشري. ويفيد كلُّ فيلم في تحفيز المحادثات التي تردم الهوة بين الاختلافات الثقافية من خلال لغة الأفلام الموحَّدة العالمية، ندعوكم إلى الانطلاق في رحلة مُثرية وتغييرية تأخذكم عبر قصصٍ موضوعها الشجاعة والصمود والعدالة، قصصٍ تحكي عن القِيَم المشتركة التي تربطنا كمجتمع عالمي واحد."
نبذة عن منظمة "شباب العالم معاً"…
لمنظمة المجتمع المدني اليمنية "شباب العالم معاً" سجلٌّ حافل بإنشاء المنصات الآمنة في اليمن. وقد كرّست المنظمة جهودها منذ إنشائها لإحداث تغيير اجتماعي ودعم الإبداع وإتاحة الفرص الاقتصادية للمجتمعات اليمنية، وذلك من خلال تمكين الشباب وحشده عن طريق الفنّ والثقافة والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد ركّزت المنظمة بشكل أساسي على تمكين الشباب للتعبير عن مخاوفه من خلال الفنون والثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف تعميم الرسائل المرتبطة بحقوق الإنسان والسلام والديمقراطية وإيصالها إلى جمهور أوسع نطاقاً.
على مدى سبع سنوات، ساهمت منظمة "شباب العالم معاً" إلى حدّ كبير في تنمية الشباب في اليمن. وهي تُواصل من خلال تجربتها وشراكاتها في ترسيخ المفاهيم العالمية المرتبطة بكيفية توفير للشباب الفرص التي تقوده إلى مستقبل أكثر إشراقاً. ومن الجوانب الأساسية التي عالجتها منظمة "شباب العالم معاً" دورُ الصناعات الإبداعية في تمكين الشباب اليمني عبر تحسين مهاراته وقدراته وإمكاناته لمواجهة التحديات التي يشهدها في مجتمعاته. وعلى رغم النزاع القائم في البلاد، تؤمن المنظمة إيماناً راسخاً بقدرة الفنون والثقافة والإعلام والتكنولوجيا على تعليم الشباب ورفع مستوى وعيه وإلهامه للدفع نحو تغيير اجتماعي.