بعد تجربة صعبة طالت صحتها النفسية وأدخلتها في دوامة من التساؤلات بعد أن خبرت تفاصيل "الاكتئاب" (la depression)، هذا السرطان الذي يتغلغل في الروح فيغتال الحياة فيها.
فترة من الزمن ليست بالقصيرة عاشتها الإعلامية نوال بيزيد قبل أن تعود من بعيد، من عمق الاكتئاب الذي نسجت من خيوطه المبعثرة ملامح مشروع مختلف وفريد من نوعه، مشروع يُعنى بالصحة النفسية التي تنزف إما جهلا أو لامبالاة.
ومن رحم تجربتها رأى مشروع "deep confessions podcast" النور بمساعدة من وليد النفاتي صاحب التجربة الثرية في مجال البودكاست، ليكون أول محتوى يعنى بالصحة النفسية ويخوض في عذابات الأمراض النفسية وأثرها على الفرد وعلاقته بمحيطه.
ومن التجارب الإعلامية الكلاسيكية إلى تجربة البودكاست، تحاول نوال بيزيد أن تتحرر من عوائق الراديو والتلفزيون لتخوض في موضوع الصحة النفسية دون قيود أو حدود في كنف المسؤولية.
لأن الصحة النفسية باتت هاجسا لامتناهيا، ولأن المجتمع يتغير بسرعة جنونية وسط بهتة الأفراد، ولأن الكل يحترف الكذب بدرجات، ولأن التواصل سكن خانة المستحيل، ولأن النظم صارت عطنة مسمومة، ولأن المقاومة مستمرة والمحاولة قائمة، لابد من الاهتمام أكثر بالصحة النفسية.
زادُها تجارب إعلامية كثيرة وإنسانية أكثر، تتحدى نوال بيزيد صعوبات التمويل وترقص على ركام الاكتئاب لترسل سبلا تحظى فيها الصحة النفسية بالاهتمام الذي يليق بها وتنطلق منها لتعانق تجارب أخرى.
أشخاص عاشوا تجربة الاكتئاب من بينهم مشاهير وآخرون عايشوه حينما طرق روح قريب أو صديق يروون حكاياتهم دون خوف من أحكام مسبقة أو تتفيه أو تسطيح وكأنهم أمام مرآتهم.
بودكاست على شاكلة حوار ينغمس في ثنايا الصحة النفسية ويحول القصص الذاتية إلى قصص موضوعية يستلهم منها العالقون في براثن الاكتئاب طرق النجاة ويهمس في آذان الذين صاروا فريسة للوحدة "لستم وحدكم.. ما تشعرون به ليس خياليا.. لقد عشنا تجارب مماثلة… ونجونا".
وإلى جانب الخوض في تجارب من مروا من أتون الأمراض النفسية يحضر ضيوف مختصون في علم النفس والطب النفسي في البودكاست الذي مازال يتحسس طريقه ليجد دعما وتمويلا.