مرة أخرى يحتج الفنان المسرحي وصاحب فضاء ارسطوفانيس خبيب العياري من أجل حياة فضائه الثقافي ومن أجل حق وادي الزرقاء (ولاية باجة) في الثقافة والفنون.
طريق شائكة سلكها العياري واختار أن يستثمر في الثقافة في تونس وزاده في ذلك الكثير من الحلم والشغف ولكنه لم يكن يعتقد انه سيهدر الكثير من ذاته في حروب لا تسوى إحداها الا لتتشكل أخرى على أنقاضها.
سيرا على الأقدام حافيا من وادي الزرقاء نحو قصر قرطاج بهدف لقاء رئيس الجمهورية دفاعا عن حق الجهات المهمشة في الولوج الى الثقافة، هي التعبيرة الاحتجاجية التي أوجدها خبيب العياري.
وفي هذا الاحتجاج الذي كان من المقرر لليوم ولكنه تأجل للغد في انتظار أن تخل السلط المحلية إشكال المقر، سيكون زاده الجوائز والشهائد ومحاضر عدول التنفيذ والمطالب المقدمة منذ 2020 الى غاية اليوم من أجل مستوصف قديم مهجور فضاء للمركز الثقافي منذ 10 سنوات.
وهذا المشروع الثقافي لا يواجه لامبالاة المسؤولين فحسب بل صار صاحبه محلا للهرسلة والتضييق من قبل عديد الاطراف، على حد تعبيره، كما أنه موضوع شكاية أمنية.
وفي طريقه ليبين لرئيس الجمهورية معاناة الشباب في المناطق المهمشة يحمل معه عريضة تضم 400 إمضاء من الاهالي المساندين للمشروع الذي تشكلت ملامحه انطلاقا من الاستثمار الثقافي في منطقة تعاني من مشاكل بيئية واجتماعية واقتصادية أفضت إلى محاولات انتحار في صفوف الشباب.
عديد المطالب قدمها خبيب العياري للسلط الجهوية و المحلية منذ 2020، و رغم موافقة السلط في محضر جلسة مجلس جهوي لولاية باجة بتاريخ 4 جانفي 2023 على تمكينهم من الفضاء، لم يتحصل إلى حد الان على اية وثيقة رسمية، علما وأنهم شرعوا في تجهيزه.
و"أرسطوفانيس" مركز ثقافي قدم إنتاجات وعروضا وأنشطة تشمل الأطفال والشباب والكهول والشيب وامتدت إلى القرى المجاورة لوادي الزرڨاء حيث لا ينفذ المواطنون هناك إلى الثقافة، ولكن ذلك لم يكن شفيعا له أمام متاهات البيروقراطية.
ولولا إيمان خبيب العياري بحق المواطنين في الثقافة وباللامركزية الثقافية وبشعارات الثورة التي تنادي بالمساواة، لما بذل الكثير من التضحيات ولما تشبث بحلمه وهو في خرابه الأخير بسبب مسؤولين يرون في الثقافة مجرد شعارات يزينون بها خطاباتهم.