تابعت جلّ الحوار الذي دار بين الأستاذ أمين محفوظ والإعلامي حمزة البلومي في موزاييك يوم الأحد 12 مارس.. وصراحة فاجأني الأستاذ عند دفاعه عن الرئيس في موضوع خلافه مع الاتحاد العام التونسي للشغل.
فاجأني لسببين:
أولهما أني لو كنت مكانه وعاملني الرئيس بمثل تلك المعاملة (هو والأستاذ الصادق بلعيد) لطلّقت بالثـــلاثـــيـــن لا فقط بالثلاثة الخوض في أي موضوع له علاقة بالرئيس قيس سعيد. وللتذكير فإن رئيس الدولة لم يتجاهل فقط نسخة الدستور التي أعدها الأستاذان بلعيد ومحفوظ طيلة أسابيع تعرضا خلالها إلى الكثير من الأذى من خصوم الرئيس، بل وفرض دستورا تتعارض بعض فصوله تماما مع جوهر نسختهما المضروب بها عرض الحائط..
وثاني السببين أن الأستاذ أمين محفوظ حمّل نور الدين الطبوبي، ومن خلاله ضمنيا قيادة الاتحاد، مسؤولية ما يشبه القطيعة بين هذا الأخير ورئيس الجمهورية. وحجته في ذلك أنه لم يكن من اللائق أن ترفض قيادة الاتحاد الدعوة التي وُجهت إليها للمشاركة في ما سُميت اللجان الاستشارية. وهو ما يبرّر"غضب" الرئيس وحصول الذي حصل.
فاجأني هذا الموقف من الأستاذ أمين محفوظ لأنه يؤاخذ الاتحاد على كونه أدرك مبكّرا أن تلك اللجان الاستشارية كانت صورية. وبالعبارة الفرنسية المعروفة: L'UGTT avait tort d'avoir raison trop tôt . والحال أنه والأستاذ بلعيد خير من وقف على تلك الحقيقة العلقم.
أحيي طبعا طيبة قلب الرجل وقدرته على التجاوز. ولكني أعتقد جازما أن أفضل خدمة يمكن تقديمها للرئيس، ومن خلاله إلى تونس، ليس التماس الأعذار له، بل مصارحته بأنه هو الذي دفع بالأغلبية الساحقة ممن لا يحملون إزاءه إلا المودة والاحترام إلى الانفضاض من حوله بسبب تفرده باتخاذ القرارات وضربه عرض الحائط بالنصائح التي تُقدّم له..
32