"المرأة نصف المجتمع" ليست مجرد مقولة او شعار، المرأة تقود اليوم مجتمعات بتوليها لأهم المناصب في كل المجالات، ولأهمية دورها في تحقيق التنمية في كافة القطاعات، هي الشريك والمنافس للرجل في سعيها لتقديم الافضل للبلاد ولإثبات ذاتها.
الوكيل أول لطيفة الدريدي، مثال على ما يمكن للمرأة ان تحققه خدمة للوطن، فهي أول امرأة على المستوى الوطني التى تنجح في تقلد مسؤولية رئيس مركز حرس مرور ميداني بولاية سليانة، منصب سعت وعملت جاهدة على بلوغه فهو حلمها منذ الصغر، وذلك انطلاقا من عشقها لعملها ورغبتها في التميز وفرض الأمن والحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات، وفق ما صرحت به لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
نجحت لطيفة الدريدي في إثبات كفاءتها في القيام بواجبها، بعد ان حظيت بالثقة لتقلد منصب هام في وزارة الداخلية يبرز أهمية العنصر النسائي في الأمن التونسي، فتجدها تسارع دون تفكير لنجدة الأرواح البشرية والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وضمان سلامة الجميع … يحركها وازع المسؤولية تجاه الناس بالعمل على تقليص نسب الجريمة والعنف والفوضى على أمل أن يعم الأمن.
الأمن ركيزة في الحياة وأحد الثوابت التي تبنى عليها المجتمعات وأحد أهم مقومات النمو، فأينما حل الأمن والاستقرار، طاب العيش، وهو ما تسعى لطيفة الدريدي إلى تحقيقه في مهنتها "تأمين الامن للمواطن ليستقر وينعم بالسكينة والاستقرار" وفق تعبيرها.
لطيفة الدريدي في العقد الثالث من العمر، قدمت بشهادة المتساكنين، بتقلدها هذا المنصب، الصورة المثلى للمرأة الأمنية في منطقة تعتبر "محافظة"، فلم تنس علامات الدهشة والتعجب التي ترتسم على ملامح المتساكنين ونظرات مستعملي الطريق الذين كانوا يرون أنه مجال حكر على الرجل، فهي واحدة من قليلات اقتحمن هذا المجال.
اعتادت التحرك دون هوادة، فهي في مفترق طريق، على مستوى الطرقات الجهوية والمحلية ، بالمسالك الفلاحية، لا تتردد في الحضور على جناح السرعة كلما تطلب العمل حضورها في برد الشتاء أو في حر الصيف، تعمل بخطى ثابتة، واثقة، متحفزة رغم أن عملها اليومي محفوف بالمخاطر، فخلال تجربة 18 سنة من العمل لا تزال بذات الحماس لإنقاذ الأرواح البشرية والمساهمة في دعم مجهودات التصدي لظاهرة التهريب والتجارة الموازية.
التحقت لطيفة الدريدي بسلك الحرس الوطني سنة 2005 وتم تعيينها كرئيس مركز حرس مرور ميداني في أوت 2022، لتبلغ أولى خطوات طموحها في اختصاص حرس المرور، وهي تسعى على الدوام الى تحقيق شعار حرس المرور "سلامة ونجدة للحفاظ على مستعملي الطريق وتأمين سيرهم بكل أريحية وتسهيل حركة المرور وإنقاذهم في الحوادث" ما يفرض عليها وعلى كافة زملائها سرعة الحضور على الميدان والحرص على حماية المواطنين وإنقاذهم، فما زالت بعض التدخلات محفورة في ذاكرتها لما عايشته من وضع إنساني صعب، لكنها تعتبر ان أجمل شيء هو إنقاذ الأرواح البشرية وحماية الممتلكات الخاصة والعامة، ورؤية فرحة الناس، فهي تؤمن أن العمل في اختصاص حرس المرور "إنساني يستوجب التضحية".
لم تسلك لطيفة الدريدي الطريق لوحدها بل حظيت بدعم وتشجيع من عائلتها وزوجها الذي كان خير سند لها ومتفهما لطبيعة عملها، وقد رسخت في أبنائها الثلاثةهو ما اك طباع التفهم والدعم اللامحدود فتقول ضاحكة وفخورة في ذات الوقت "يتسابقون في جلب الزي لأكون جاهزة في أسرع وقت ممكن كلما تطلب العمل"، وهو ما زادها إصرارا وعزيمة في عملها وجعلها مصرة على أن توفق بين عملها كأمنية وكأم.
كما حظيت بدعم زملائها فكانوا خير سند لها، وقد أكد عدد منهم لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنها مثال للجدية والانضباط والشجاعة في التدخل، وأكدوا فخرهم بالعمل معها خاصة أنها أثبتت جدارتها وكفاءتها في هذا المجال الصعب.
ترى لطيفة الدريدي أن المرأة الأمنية أثبتت جدارتها كشريك فاعل جنبا إلى جنب مع الرجل في إنجاز المهمات الصعبة التي تطلب منها التفاني والإتقان، وأكدت أنها تتفاعل ايجابيا مع الصعوبات الخارجية التى تعترضها فبها تطمح إلى الأفضل، فحب المهنة يساهم في تجاوز كل الصعوبات، وفق تعبيرها.
المصدر: وات