في البلدان الراقية، تُعتبَر الكتابة للأطفال من أصعب الكتابات.. أما عندنا فإنها الأسهل على الإطلاق في نظر بعضهم. وهي بالنسبة إليهم "البهيّم القصيّر" للدخول في "نادي الكتّاب" دون أدنى معرفة بعلم نفس الطفل ولا حتى بأبجديات قواعد اللغة. ومن هنا يمكن تفسير ازدهار نشر الكتب الموجهة للأطفال مقارنة بغيرها من الكتب . وقد مثّلت نحو 70% من نسب الكتب المعروضة في آخر معرض للكتاب التونسي بمدينة الثقافة.
وما يوجع القلب حقا هو ما تتضمنه هذه الكتب من أخطاء لغوية دون أن تتحرك وزارتا التربية والثقافة دفاعا عن حق الطفل في غذاء فكري سليم.
لقد استهواني مؤخرا هذا العنوان لقصة للأطفال: "ملابس الإمبراطور الجديدة" (لدار نشر لا أريد ذكرها) وهالني ما تضمنته من أخطاء.
ففي صفحة واحدة من الحجم الصغير، وفي اثني عشر سطرا فقط، لاحظت الأخطاء الستة التالية (وتصويبها بين قوسين):
الثياب كان في غاية الروعة (الثوب)
رأى العاملان ولم ير العمل (العامليْن)
هل أنا أحمقٌ ؟/ بضمتيْن (أحمقُ/ بضمة واحدة)
خوفا من أن يُطرَدَهُ / بفتح الراء (يُطرِِدَهُ / بكسر الراء)
أبْدُوا تعجّبهم / بضمة على الدّال (أبْدَوْ / بسكون على الدّال وآخر على الياء كما هو مبرمج في السنة السادسة من التعليم الأساسي).
قرّر أن يلبِسَ / بكسر الباء (يلبَس / بفتح الباء).
وبما بدأت أنهي: هذه الجرائم. (نعم هي جرائم) من يتصدّى لها إن ليس وزارة التربية أو على الأقل وزارة الثقافة؟؟؟
