قالت عضوة هيئة صالون الأدب الوجيز بسوسة ومنسّقة الدورة الأولــي للملتقى العلمي الدولي في الأدب الوجيز، إلهام مسيوغة، في حوار مع رياليتي اون لاين، إن من بين الإشكاليات التي تعترض هذا النوع من الأدب في تونس هو "ندرة الانتاجات خصوصا في غياب مفهوم واضح لهذا الجنس الأدبي". ولعل من بين الأهداف الرئيسية لهذا الملتقى الذي يلتئم تحت شعار "الأدب الوجيز واشكالية التجنيس" هو "بناء جهاز اصطلاحي نصي يتم من خلاله التعريف بالمقومات الفنية للأدب الوجيز". واعتبرت الأستاذة والباحثة بكلّية الآداب بسوسة "أن هذه الحركة الأدبية الجديدة التي تأسست بلبنان سنة 2016 تسعى الى تأصيل بعض النصوص شعرية كانت أو نثرية" من خلال تركيز شروط فنية ومقومات محددة يتم من خلالها تمييز هذا الجنس عن غيره من الأجناس الأخرى المتواترة.
وحال إنشاء صالون الأدب الوجيز بسوسة سنة 2019، انكب باعثوه على القيام بورشات نقدية وملتقيات من أجل الترويج لهذا الأدب في بلادنا والتشجيع على الإقبال عليه. ويعتبر تنظيم هذا الملتقى الذي يندرج في إطار توأمة بين صالون الأدب الوجيز بسوسة وملتقى الأدب الوجيز ببيروت هدفا من أهداف صالون الأدب الوجيز بسوسة.
وترى إلهام مسيوغة، الباحثة في وحدة البحث الجامعيّة دراسات إنشائيّة بكلّية سوسة، "أن الأدب الوجيز يمكن اعتباره أدب العصر إذ جاء كحلّ أمام إعراض المتلقي عن المطالعة وقراءة الكتب والنصوص الطويلة بصفة عامة مما جعل من طول النص عائقا أمام الإقبال على الأدب بصفة عامة".
وعليه فقد أصبح موكولا على الأديب، في شكل وظيفي معكوس، أن يقدم للقارئ الإشارات ويترك له مجالا لتحرير العبارات وهو ما يقتضيه هذا الجنس الأدبي المواكب تماما للعصر الحالي.
وعن المشاركين في هذه التظاهرة التي ستلتئم يومي 25 و26 فيفري الحالي بأحد نزل الجهة، قالت المنسقة "إنه بالإضافة الى المشاركين من البلد المضيف، سيتوافد مشاركون من الجزائر والمغرب ولبنان وسوريا وليبيا". وعن سبب غياب مشاركين من دول غربية خصوصا أن هذا النوع من الأدب يعتبر متأصلا في هذه البلدان أكدت محدثتنا "أنه من خلال التدقيق في البحوث التي عرضت على لجنة التحكيم (في حدود 33 بحثا) وقع الاختيار على 15 مداخلة لباحثين من هذه الدول دون غيرها".
وتجدر الإشارة الى أن الملتقى العلمي للأدب الوجيز بسوسة الذي سيلتئم بحضور أدباء ومثقفين من عديد الدول، ينعقد بالتعاون مع الجمعية التونسية الإنجليزية للتربية والسياحة والثقافة الاجتماعية So Cu TE وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة.