في مكان زاخر بالتاريخ تنتصب إدارة التربية البدنية والرياضة العسكرية حيث تحتفظ الزوايا والأركان بتفاصيل من الماضي وتروي حكايات تعود إلى سنة 1837 حينما تم إنشاء دار السكة (ضرب النقود)، مرورا بالمكتب الحربي والمدرسة الصادقين وصولا إلى إدارة الحربية وتنظيم العساكر التونسية سنة 1897.
تزامنا مع الذكرى التاسعة والستين لانبعاث الجيش الوطني تجول رياليتي أون لاين في ذاكرة المكان وثناياه التي تبدو بمثابة البرزخ بين عالمين، حجارة تحمل التاريخ في تفاصيلها وزخرفات تتحدى السنوات، وحيطان وممرات بنيت حديثا في إطار استراتيجية تهدف إلى تطوير الرياضة العسكرية ولن يتحقق ذلك دون الاهتمام بالبنية التحتية.
ولا يمكن الحديث عن إدارة التربية البدنية والرياضة العسكرية دون الخوض في تجذرها في ماضيها، سواء من خلال البناءات أو اللوحات والجدريات والنقوش والزخارف وصور العسكريين والرياضيين الذين مروا بها.
تاريخ تأسيس هذه الإدارة يعود إلى سنة 1959 وكانت تسمى مركزا للتدريب البدني والعسكري، ثم المصلحة المركزية للرياضة العسكرية سنة 1969، قبل أن تتخذ اسمها الحالي سنة 1983.
وأنت تتجول في دروبها الممتدة في الزمان والمكان تستحضر المشاركات التونسية في دورات الالعاب الاولمبية الصيفية التي انطلقت منذ سنة 1960 (دورة روما) والتي لم تتوج فيها تونس ولكنها رسخت اسمها في دورة طوكيو 1964 حيث شارك 9 رياضيين في 3 رياضات، وتحصل العداء محمد القمودي على فضية سباق 10 الاف متر والملاكم الحبيب قلحية برونزية وزن 63 فاصل 5 كلغ
وفي دورة مكسيكو 1968 شارك 6 رياضيين في اختصاصين رياضيين، وتحصل العداء محمد القمودي على ذهبية 5 الاف متر وبرونزية 10 الاف متر، أما دورة ميونيخ 1972 فشارك فيها 36 رياضيا في 5 رياضات، وتوج العداء محمد القمودي بفضية سباق 5 الاف متر.
ومن مهام إدارة التربية البدنية والرياضة العسكرية التي تشكلت فيها ملامح الرياضات في تونس وعرفت عبرها تونس تتويجات دولية، إعداد سياسة وزارة الدفاع الوطني في مجال الإعداد البدني والرياضي، وتكوين الإطار العسكري في مجال الإعداد البدني و علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية.
كما تشمل مهامها دعم الجيوش ومصالح الوزارة بالمعدات والتجهيزات الرياضية، ومتابعة تعاطي الاعداد البدني والأنشطة الرياضية بالوحدات، واستكشاف وانتقاء وتأطير وإعداد رياضيي النخبة العسكرية، وتنظيم التظاهرات الرياضية العسكرية الوطنية والدولية، وتطوير الجاهزية البدنية للقوات المسلحة ورقمنة المقاييس.
جولة خاطفة في الإدارة تعكس الاستثمار في البنية الرياضية والحرص على مجاراة التطورات التكنولوجية في علاقة بالمعدات والأجهزة إلى جانب تنويع الاختصاص الرياضية الموجهة للذكور والإناث على حد سواء.
وما انفكت هذه الإدارة تولي العناية والاهتمام بالبنية الرياضية ففي الفترة الممتدة بين سنتين 2022-2024 تم إنجاز وتجديد ملعب كرة القدم ( عشب اصطناعي صنف صنف (5)ومضمار العاب القوى وملعب كرة القدم السداسية ( عشب اصطناعي صنف صنف 5 ) وملاعب الكرة الطائرة والسلة واليد والتنس.
ومن مراكز الإدارة المركز العسكري لطب الرياضة الذي تم إحداثه بمقتضى قرار وزاري عدد 375/19780 بتاريخ 10 مارس 1987، ومن مهامه إ جراء الفحوصات الطبية والاختبارات الضرورية للتأكد من الكفاءة البدنية للإعداد البدني والرياضي، بالإضافة إلى التتبع البدني والفيزيولوجي للإعداد البدني والرياضي، واستكشاف الرياضيين وانتقاؤهم وتوجيههم، والبحث العلمي في مجال طب الرياضة .
وسرية رياضي النخبة، مركز آخر في إدارة الرياضة العسكرية، من مهامها انتقاء المواهب الرّياضيّة وتوجيهها وصقلها، وتأطير الرّياضّيين العسكريّين، وإعداد رياضيي النّخبة العسكريّة للمشاركة في المباريات الرّياضية الوطنيّة والدّوليّة، وتدعيم النخبة الرياضية الوطنية بعناصر من النخبة العسكرية.
وفي ما يخص مركز البيوميكانيك فقد تم إحداثه سنة 1993 بهدف المتابعة العلمية لرياضيي النخبة العسكرية الوطنية في ميدان البيوميكانيك أو الميكانيك الحيوي ، وهو علم بيولوجي يدرس جسم الرياضي و حركاته بالاعتماد على قوانين الفيزياء و بالخصوص قوانين الميكانيك وذلك لتطوير النتائج الرياضية بتحسين نجاعة الحركة من الناحية الميكانيكي.
وأما المدرسة العسكرية للريّاضة فتهتم بتكوين عسكريين( ضباط، تقنيين سامين، ضباط صف ورجال جيش) أخصائيين في التربية البدنية والرياضة وتختلف مجالات التكوين ومدته ويشمل مواد علمية ونظرية على غرار علوم الحياة والصحة، والعلوم الإنسانية، وعلم الفعل الحركي، والمعرفة والتقنيات، الممارسة والمناهج التّعليميّة للأنشطة البدنيّة والرياضيّة.
وفي مدينة الثقافة تتيح وزارة الدفاع لرواد معرض الجيش الوطني الفرصة للإطلاع على تفاصيل أكثر تخص إدارة التربية البدنية والعسكرية وغيرها من الإدارات العسكرية الأخرى.