شهدت جهة عين دراهم يوم 20 جوان 2025 حدثا نوعيا يعكس الديناميكية الجديدة للقطاع السياحي بالمنطقة، حيث أعيد افتتاح فندق “الغابة” بعد عشر سنوات من الغلق، في حفل رسمي حضره وزير السياحة والصناعات التقليدية، السيد سفيان تقية، ووالي جندوبة، السيد الطيب الدريدي، إلى جانب المدير العام للديوان الوطني للسياحة ورئيسة الجامعة التونسية للنزل، وعدد من الفاعلين في القطاع. وقد مثّل هذا التدشين خطوة استراتيجية لإعادة إحياء منشأة سياحية متميزة، تجمع بين الأصالة والتجديد، وتمنح المنطقة زخمًا إضافيًا في مشهد السياحة البيئية والرياضية وسياحة الأعمال.
يقع الفندق في قلب غابات عين دراهم الكثيفة، وسط تضاريس طبيعية خلابة تمنحه طابعًا خاصًا يجمع بين الهدوء والعمق. ويمثل موقعه المثالي نقطة جذب حقيقية لمحبي الطبيعة والمجموعات الرياضية والعائلات الباحثة عن إقامة مريحة، كما يتيح فضاءً مرنًا لاستضافة المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية. وأكد صاحب المشروع، السيد صحبي العكاري، أن فندق “الغابة” يقدم تجربة متكاملة تستجيب لمتطلبات السياحة طيلة السنة، وأن الأسعار المعتمدة تظل ثابتة على مدار العام، دعمًا لنسق الإقبال المستمر دون تأثر بالتقلبات الموسمية.
بعد إعادة التهيئة الشاملة، ارتقى الفندق إلى فئة أربع نجوم، ويضم 58 غرفة وثلاثة أجنحة صغيرة وجناحين فاخرين مزودين بجاكوزي خاص مستوحى من تقاليد الحمامات الروسية، مع إطلالة بانورامية على الجبال. وتبلغ طاقة الاستيعاب الإجمالية 134 سريرًا، مما يجعله قادرا على تلبية حاجيات مجموعات متنوعة من الزوار. ومن أبرز التحديثات التي تم إدخالها، توفر مسبحين، أحدهما خارجي بإطلالة مباشرة على الغابة، والثاني داخلي مدفأ يسمح بالاستخدام على مدار السنة، إضافة إلى منتجع صحي متكامل يتضمن غرف تدليك، حمامًا تقليديًا، وصالون حلاقة وتجميل.
ولم تغفل إدارة الفندق عن الجانب الذوقي، حيث تم تعزيز عروض الطهي بمطعمين، أحدهما بنظام البوفيه والآخر يقدم قائمة حسب الطلب، تشمل أطباقا تقليدية ووصفات محلية مع استخدام لحوم الصيد، ما يعزز تجربة الضيف الحسية والثقافية في آن واحد. وتكتمل هذه التجربة بمقهى-لونج يوفر أجواء دافئة وحيوية في المساء، في تناغم تام مع الطابع الطبيعي للمكان.
يضم الفندق أيضا فضاءات مخصصة لسياحة الأعمال، من بينها قاعة متعددة الوظائف تتسع لقرابة 130 شخصا، وقاعتان للاجتماعات، ما يجعله مثاليا لتنظيم الندوات، الورشات، والتظاهرات المهنية. وتُعدّ مجاورته للمركز الرياضي الدولي بعين دراهم ميزة إضافية تستقطب المجموعات الرياضية سواء في فترات الاستعداد أو التعافي، كما يمنحه موقعه سهولة الوصول ويزيد من جاذبيته على مدار السنة.
وفي بُعده البيئي، يعكس فندق “الغابة” التزاما متجددا نحو السياحة المستدامة، حيث شرعت إدارته في تركيز محطة للطاقة الشمسية ومحطات شحن للسيارات الكهربائية، في خطوة تهدف إلى تقليص البصمة الكربونية والانتقال إلى نموذج ضيافة أكثر وعيًا بمسؤوليته البيئية.
يمثل نزل “الغابة” أكثر من مجرد فندق أعيد افتتاحه، بل هو فضاء لإعادة الاتصال بالنفس، والانغماس في سكينة الطبيعة، واستعادة الحيوية بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية. ويأتي هذا المشروع ليُعزز المنتوج السياحي الوطني، من خلال تناغم فريد بين التراث والراحة والحداثة.