“أصبحت كلمة فلسطين كمفهوم ووجود محظورة في وسائل الإعلام..
هذه دعوة إلى نشرها، تخطيطها، تدوينها، تصويرها، رشها، والحديث عنها”، كلمات ألقاها شادي زقطان بصوت موشح بالمقاومة والثبات على الحق.
بهذه الكلمات تختزل السياسات الغربية منها والعربية التي اختار بعضها الاصطفاف مع العدو جهرا ودون حياء فيما ركن بعضها الآخر إلى السكون والخضوع في وقت عز فيه الكلام عن الحق.
ولكن رغم سياسات القمع والتعتيم وتبييض العدوان والاحتلال مازال اسم فلسطين يزين الأرض قاطبة ويقترن بالحرية والمقاومة وشرف الدفاع عن الأرض ومازالت حروفها تمحو أثر الانهزام والانكسار.
“احكي فلسطين” عمل فني لأوتوستراد باند وشادي زقطان يحفز الأحرار الذين تنبض قلوبهم بالحق على الاستمرار بالشدو باسم فلسطين، هذه الأرض التي تمتد من النهر والبحر وتتخذ فيها الحياة وجوها كثيرة من بينها الشهادة في سبيل التحرر.
و”نراك عزيزة مهما جار الزمان صعيب طريقي بعيد طويل” يصدح صوت شادي زقطان على إيقاع موسيقى مخلوقة من أمل ومقاومة وصمود لرسم ملامح ملاحم الفلسطينيين في أرضهم وحبهم اللامشروط لها رغم طول الطريق وما يكتنفها من صعوبات.
“امشي وجهك للشمس لخص فيها الحكي كله
دندنها تتذكر كل هذه الحيطان رح تتكسر
دونها.. خططيها.. ارسمها.. لونيها.. احكي فلسطين بوجه العالم كله احكيها”، يردد بصوت مشحون بأنفاس الثوار ومطرز بزغاريد أمهات الشهداء ويحث على أن يظل اسم فلسطين مدويا في الأرض وفي السماء.
هي دعوة إلى الإصداع بالحق، بفلسطين في وجه كل العالم بالتدوين والتخطيط والتلوين والحديث، دعوة لم تحدد شكل الحديث عن فلسطين ولم تحشره في زاوية تعبيرة واحدة بل عددت الاختيارات والإمكانات مراعاة لاختلاف طرق التعبير لدى الأفراد.
نداء للنساء والرجال، لكل أحرار العالم أن يبقوا على العهد وأن يرووا قصص المقاومة في فلسطين بأشكال مختلفة عدد شادي زقطان بعضها الآخر في بقية الأغنية إذ يقول “اطبعيها انشريها لحنيها بصوت عالي غنيها”.
لتتجلى فلسطين في تمظهرات متعددة تمتد من الكلمات إلى الألحان، موسيقى تعانق الحرية والنور وتتحدى العدو، توليفة من العشق تتبدى في كلمات الأغنية “حرة يا بلادي مهما كادو العداء.. مهما علو السور مش رح يطفو النور .. طول ما موج البحر برجع طول ما بسماك البرق بيلمع.. طول ما الحب صبية وشب على هواك بيجمع”.
من النهر إلى البحر تجمع فلسطين أبناءها وأبناء الإنسانية التي نأت بنفسها عن وباء الصهيونية، كل أبنائها الذين لن ينسوها ويقول زقطان على لسانهم “أنساك لا لولاك انا منسي وهي منسية.. بستناك بتاج أشواكي”
وعلى إيقاع الكلمات التي تلتبس في حروفها المشاعر تتجلى الراية الفلسطينية ..
ويتواتر الرجال والنساء وأطفال الحجارة وشارة النصر يتبدى منها المسجد الأقصى والكنيسة وتضيء الشمس بنورها دروب المقاومة وتظهر تعبيرات مختلفة من أجل التحرر تتوشح بالمثلث الأحمر الذي صار بلسما للقلوب..