أسدلت ليلة السبت، الموافق 18 ماي 2024، احتفالات شهر التراث بولاية نابل أستارها، بتنظيم تظاهرة “نيابوليس الجيل الخامس” في المركب الثقافي نيابوليس، تحت شعار “تراثنا رؤية تتغير وتشريعات تواكب”.
وشهدت التظاهرة عرضًا فريدًا من نوعه “الماپينغ شو” بعنوان “رحلة”، اصطحب الحاضرين في جولة عبر الزمن عبر تاريخ نابل العريق، من الحقبة البونيقية إلى العصر الحديث، مرورًا بالعهد الروماني.
وتألق العرض باستخدام تقنية الإسقاط الضوئي على واجهة المركب الثقافي، ليعرض لوحات فنية ثلاثية الأبعاد ومؤثرات ضوئية ساحرة، وظّفت عناصر أثرية حقيقية من مختلف الحقبات، بما في ذلك الفخار والخزف والجليز.
ولم تقتصر التظاهرة على العرض البصري، بل تخللها حفل موسيقي مميز افتتحته الفنانة مريم العريّض بأغنية “انتيتيام” (سيدة البحر) من تلحينها وأدائها باللغة البونية، وهي الأغنية التي تُعرض لأول مرة في نابل.
وتواصلت الأمسية مع فرقة “جذب” التي قدمت موسيقى مستوحاة من التراث التونسي، ولكن بلمسة عصرية، مستخدمة الآلات الموسيقية الحديثة والتكنولوجيات الرقمية في مختلف أبعادها، من إضاءة وصورة ومؤثرات.
وتناولت فعاليات اليوم الختامي أيضًا ندوة حوارية بعنوان “التراث في قطاع التراث”، بحضور خبراء ومختصين في المجال، ناقشوا سبل تطوير هذا القطاع والحفاظ عليه.
وخصصت المندوبية الجهوية للثقافة بنابل مساحة للأطفال، حيث تمكنوا من القيام بجولة افتراضية للحوانيت البونية في قرية قربى باستخدام تقنية الواقع الافتراضي وأجهزة “في ار”.
وتجسدت أهداف تظاهرة “نيابوليس الجيل الخامس” في إبراز أهمية التجديد التكنولوجي في التعريف بالتراث التونسي وتثمينه، وتقريبه من الجمهور، بما يُساهم في الحفاظ عليه وصيانته.
كما سعت التظاهرة إلى فتح آفاق جديدة للتثمين والتجديد، وخلق فرص للإبداع وريادة الأعمال في مجال التراث، من خلال دعم المؤسسات الناشئة التي تُعنى بالحفاظ على الموروث الثقافي العريق لنابل وتونس عمومًا.
م.ح