“أنف وثلاث عيون” طرح سينمائي جديد لرواية الكاتب القدير إحسان عبد القدوس، من إخراج أمير رمسيس وكتابة وائل حمدي وإدارة تصوير أحمد جبر وإنتاج شاهيناز العقاد وبطولة ظافر العابدين وصبا مبارك وسلمى أبوضيف مع ظهور خاص لأمينة خليل.
في هذه الرؤية المعاصرة، يوغل النص والكاميرا في دواخل الشخصيات بعيدا عن عوالمها الخارجية ويخلق الفيلم مساحة سيكولوجية تسائل فيها الشخصيات ذواتها ومن حولها وقد تمتد هذه المساءلة للمشاهد.
والفيلم الذي عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يتتبع مسارات حياة جراح التجميل المشهور “هاشم ” (ظافر العابدين) الذي يبدو عاجزا عن الالتزام بعلاقة عاطفية لمدة طويلة لأسباب تتهاوى مع تقدم السرد، وحينما التقى “روبا” (سلمى أبو ضيف) توفرت كل الأسباب ليبتعد ولم يفعل الا حينما تصالح مع ماضيه وتجاوز مشاكله النفسية.
عن البعد السيكولوجي في الفيلم الذي أقحم المشاهد في بعض التفاصيل المخفية للشخصيات قال الكاتب وائل حمدي ” استشرت صديقتي الطبيبة النفسية ووصلنا ألى فكرة كونه يعاني من نوع من التروما وحددنا شكلها”.
وأضاف “صديقتي المختصة كانت معي منذ فكرتُ في طريقة المعالجة الدرامية للرواية إلى حد الانتهاء من الكتابة.. مساحات كبيرة خصصت للبعد السيكولوجي ولتدقيق كل ما له علاقة بعلم النفس”.
من جهته قال المخرج أمير رمسيس ” كنا اوفياء جدا لفكرة مراجعة الطب النفسي في كل خطوات الفيلم” مشيرا إلى أن الفيلم لم يتطرق إلى الطب النفسي فحسب بل إلى طب التجميل أيضا”.
وأضاف ” شخصية “هاشم” خاصة جدا وتطورت مع الوقت وحتى شخصية الطبيبة النفسية تمر بأزمة نفسية إذ تعاني من ثنائية القطب، الأمر الذي جعلنا حريصين على مراجعة الطب النفسي في كل التفاصيل”.
أما الممثل ظافر العابدين فقد أشار إلى أن هذا الدور مهم جدا بالنسبة له إذ يدفع إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء اختيارات الشخصية التي تواجه أزمة لم تعرف سببها إلا في نهاية الفيلم.
وأضاف ” مسار محاولة الاستقرار والزواج موضوع قد يصادفك في محيطك ومن المهم أن يضع المشاهد نفسه مكان شخصية الدكتور هاشم ويحاول فهمه.”
في المقابل أعربت الممثلة سلمى أبو ضيف عن إعجابها بالمعالجة الدرامية وكتابة الشخصيات
وتفاصيلها برؤية مختلفة عن المعتاد، وفق تعبيرها.
وأشارت إلى أنها أحبت زاوية المعالجة إذ لم يركز الفيلم على حب الفتاة لرجل يكبرها وإنما اهتم بما وراء تعلقه هو بها، إلى جانب فكرة تحقيق السعادة مع حل مشاكله النفسية المتأتية من الطفولة.