عقدت الهيئة التونسية للاستثمار (TIA) يوم الخميس 08 ماي 2025 الجلسة الحادية والعشرين لمجلسها الاستراتيجي، برئاسة السيدة نامية العيادي.
ويعد هذا المجلس منصة للحوار بين القطاعين العام والخاص، ويهدف إلى اقتراح إصلاحات لتحسين مناخ الاستثمار في تونس، بالاعتماد على تقييمات سنوية، واليقظة الاستراتيجية والتجارب المقارنة الدولية.
افتُتحت أعمال المجلس بعرض قدمه السيد مايونغ تشول جانغ، المدير العام لوكالة كوريا للتجارة وتشجيع الاستثمار KOTRA -الجزائر-، حيث استعرض المحاور الاستراتيجية لسياسة الاستثمار الكورية، مبرزًا القطاعات ذات الأولوية لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة التقنيات الخضراء، صناعة السيارات، الطاقات المتجددة والصناعات الإبداعية (الألعاب الإلكترونية). كما سلط العرض الضوء على سبل تعزيز التبادل التجاري وتدفقات الاستثمار المباشر بين البلدين.
ثم قدم فريق الهيئة التونسية للاستثمار عرضًا حول مشروع تقرير تقييم سياسة الاستثمار في تونس لسنة 2024، الذي يقيم المناخ الاستثماري في تونس بناءً على مقارنات دولية، ملاحظات ومقترحات ممثلي القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى تحليل اقتصادي قياسي لنظام حوافز لاستثمار واستبيان لتحديد أبرز المخاطر التي يواجهها المستثمرون. كما حدد التقرير أبرز المعوقات الهيكلية، مثل الإجراءات الإدارية المعقدة، نظام الحوافز وفعاليتها، صعوبات الحصول على التراخيص وولوج الأسواق، محدودية العرض العقاري، كما تضمن التقرير جرد لحصيلة أهم الإصلاحات في سنة 2024.
استجابةً لهذه التحديات، قدمت الهيئة التونسية للاستثمار (TIA) مجموعة من التوصيات العملية والاستراتيجية. وتشمل هذه التوصيات: تبسيط الإجراءات الإدارية عبر اعتماد نظام الترخيص الضمني والتحول الرقمي الشامل، وإعادة توجيه الحوافز الجبائية نحو القطاعات الاستراتيجية لضمان فعاليتها، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية العقارية من خلال إنشاء مناطق اقتصادية متخصصة تركز على الصناعات الإبداعية كالسينما والألعاب الإلكترونية. كما تتضمن التوصيات إصلاح نظام الأراضي الصناعية بتوفير مساحات جاهزة مزودة ببنى تحتية متطورة.
وشهدت المناقشات التي تلت العرض تبادلًا ثريًا لوجهات النظر بين أعضاء المجلس حول انعكاسات هذه المعطيات على الاستثمار في تونس. وقد شكلت هذه الجلسة محطة هامة لتعزيز الرؤية الاستراتيجية وتوجيه التدخلات المستقبلية بهدف وضع استراتيجية وطنية لجذب الاستثمارات.