خلال شهر رمضان، يشهد التونسيون عادة زيادة في استهلاك المواد الغذائية، خاصة الخبز الذي يزداد الطلب عليه بشكل ملحوظ في هذا الشهر المبارك. وكالعادة، يتم تعبئة هذه المواد في الأكياس البلاستيكية، مما يساهم في زيادة التلوث البيئي بشكل كبير، خاصة مع تزايد استخدام هذه الأكياس في الأسواق والمخابز. ورغم الفوائد العملية لهذه الأكياس في الحياة اليومية، فإن استخدامها بكثرة يؤدي إلى مشاكل بيئية جسيمة، حيث تستغرق الأكياس البلاستيكية مئات السنين لكي تتحلل، وتؤدي إلى تلوث المحيطات والأنهار والبحار، فضلاً عن تأثيرها الضار على الحياة البرية والإنسان.
في مواجهة هذه المشكلة البيئية، تبذل وزارة البيئة في تونس جهودًا للتقليص من استخدام الأكياس البلاستيكية وتحفيز التونسيين على التوجه نحو بدائل أكثر صداقة للبيئة. ومن أبرز هذه المبادرات، اتفاقية التعاون التي أبرمتها الوزارة مع بنك تونس والإمارات في 28 فيفري 2025، والتي تهدف إلى الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد، وخاصة خلال شهر رمضان، وذلك من خلال تخصيص البنك اعتمادات لإنتاج 100,000 كيس ورقي يحوي ملصقة تحسيسية وتوعوية حول الأضرار البيئية للأكياس البلاستيكي .
وتأتي هذه المبادرة في وقت حساس، إذ يشهد شهر رمضان تزايدًا ملحوظًا في استهلاك الخبز والمنتجات الغذائية الأخرى، ما يعزز من الحاجة إلى التوعية بأهمية الحد من استخدام البلاستيك. ووفقًا للاتفاقية، سيتم توزيع الأكياس الورقية مجانًا على المخابز بالتنسيق مع ممثلي المهنة، لتوفير بديل بيئي خلال شهر رمضان، وهو ما سيسهم في تقليل الاعتماد على الأكياس البلاستيكية وتوجيه المجتمع نحو استهلاك أكثر استدامة.
زفي ذات السياق، أكد وزير البيئة، على أهمية التقليل من استعمال الأكياس البلاستيكية والتوجه نحو بدائل صديقة للبيئة، داعيا كافة الأطراف من مؤسسات ومجتمع مدني ومواطنين إلى الانخراط الفعلي في هذه الجهود للمساهمة في الحدّ من التلوث الناتج عن البلاستيك والحفاظ على سلامة المحيط .
لا شك أن هذه المبادرة تأتي في إطار الالتزام الوطني للتقليل من التلوث البلاستيكي، وهو جزء من استراتيجية تونس للتوافق مع التعهدات الدولية المتعلقة بحماية البيئة. لكن نجاح هذه المبادرة لا يتوقف فقط على جهود الحكومة والبنك، بل يتطلب انخراطًا جماعيًا من جميع فئات المجتمع من مؤسسات، تجار، ومواطنين، لتغيير عادات الاستهلاك والتركيز على حلول بديلة تحافظ على البيئة.
أصبح من الضروري البحث عن بدائل صحية وصديقة للبيئة للحد من تأثير البلاستيك على المحيط. من بين البدائل الأكثر صحة وصداقة للبيئة نجد القفة التقليدية التي تُستخدم منذ القدم في تونس، وهي خيار ممتاز بديل عن الأكياس البلاستيكية. بالإضافة إلى ذلك، الأكياس الورقية تُعتبر خيارًا صحيًا وآمنًا للبيئة، حيث يمكن استخدامها لتعبئة المواد الغذائية بشكل آمن وصديق للبيئة، وهي قابلة للتحلل وبالتالي تساهم في تقليل التلوث البلاستيكي. كذلك، الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام المصنوعة من القماش أو الأقمشة الصديقة للبيئة تمثل بديلاً عمليًا، إذ يمكن حملها بسهولة وإعادة استخدامها في مختلف الأوقات، مما يقلل من الاعتماد على الأكياس البلاستيكية.