تحتضن مدينة الحمامات يومي 29 و30 ماي 2025 فعاليات الدورة السابعة والعشرين من المنتدى الدولي لمجلة ريالتي، وذلك بنزل الحمراء طالاسو بالحمامات. ويتنزل هذا المنتدى في نسخته الجديدة في إطار الاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على توقيع اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي. ويشارك في هذا المنتدى عدد من الخبراء، والمسؤولون سياسيون، أكاديميون، دبلوماسيون، وممثلون عن منظمات دولية والقطاع الخاص.
وسيُشرف على افتتاح المنتدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي.
ينعقد المنتدى هذه السنة تحت شعار: “بعد 30 سنة، أي مستقبل للعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي؟”، وذلك في إطار تقييم حصيلة هذا الاتفاق التاريخي الذي وُقّع سنة 1995 ودخل حيز التنفيذ سنة 1998. وقد كان أول اتفاق من نوعه يربط الاتحاد الأوروبي بدولة من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، حيث أسّس لمنطقة تبادل حر تدريجية، ومهّد لتعاون موسع يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
ويهدف هذا المنتدى إلى تقديم قراءة نقدية ومعمقة في نتائج هذا الاتفاق على مدى ثلاثة عقود، مع الوقوف عند مكاسبه ونقائصه، وبحث سبل إصلاحه من أجل بناء شراكة جديدة، أكثر توازنًا وفعالية واستجابة للتحديات الراهنة والمستقبلية. كما يسعى المشاركون إلى إعادة رسم الأهداف الإستراتيجية لهذه العلاقة، خاصة في ظل عالم يشهد اضطرابات جيوسياسية وتحولات اقتصادية متسارعة، إلى جانب تحديات مشتركة في مجالي الهجرة والأمن.
ويتضمن برنامج المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية ، تتوزع على مدى يومين. وتخصص الجلسة الأولى لتقييم نتائج التعاون التونسي الأوروبي، بمشاركة خبراء اقتصاديين وأكاديميين لمناقشة مدى تأثير الاتفاق على مجالات التجارة والاستثمار والاندماج الاقتصادي.
الجلسة الثانية ستتناول من جانبها موضوع التغيرات الجيوسياسية العالمية، في ظل تفكك التوازنات التقليدية، وستبحث في دور الشراكة الأوروبية-المتوسطية في مواجهة هذه التحولات.
كما تُعقد في الحصة المسائية جلسات موازية تتناول أربع قضايا رئيسية:
• الاقتصاد والصناعة: تركّز هذه الجلسة على مناخ الأعمال في تونس، وجاذبية الاستثمار، ودور المؤسسات المالية، إضافة إلى سُبل التحول الصناعي.
• التعليم العالي والبحث العلمي: تسلّط الجلسة الضوء على فرص التعاون الأكاديمي والعلمي، خاصة من خلال برامج أوروبية مثل Erasmus+ وHorizon Europe، مع التركيز على احتياجات الجامعات التونسية.
• الطاقة والبيئة: تناقش هذه الجلسة تحديات التحول الطاقي، وفرص التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة، والربط الكهربائي بين أوروبا وإفريقيا، إضافة إلى سُبل التصدي لتغير المناخ.
• الهجرة والأمن: تركز الجلسة على المستجدات في ديناميات الهجرة، والتعاون الأمني، ومبدأ تقاسم المسؤوليات، إضافة إلى قضايا تتعلق بإسناد إدارة ملف الهجرة إلى دول العبور.
وسيُخصّص اليوم الختامي، الجمعة 30 ماي، لجلسة تُعنى بإعادة التفكير في الشراكة المستقبلية وتحديد أهدافها الاستراتيجية. ويُشارك في هذه الجلسة خبراء ومسؤولون دوليون سابقون، من بينهم النائب السابق لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقي فريد بالحاج والمسؤول الأوروبي السابق جان فرانسوا دريفي.
وسيقدم هؤلاء المشاركون رؤى وتصورات حول نماذج جديدة للتعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي، تراعي التحولات الجارية وتُؤسس لعلاقة تقوم على النجاعة.
كما سيقدم رئيس الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والوزير السابق للتعليم العالي سليم خلبوس خلال اليوم الثاني من المنتدى مداخلة سيتناول خلالها الدور الاستراتيجي للدبلوماسية الجامعية في تعزيز الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي.
ومن خلال تجربة الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، التي تنشط على المستوى الفرنكوفوني بين أوروبا وإفريقيا وكندا، سيسلط سليم خلبوس الضوء على كيفية مساهمة التعاون الأكاديمي والعلمي في دعم التأثير المتبادل ووتعزيز الحواروتحقيق تنمية مشتركة.