تعتبر الفيلسوفة والروائية أم الزين بن شيخة من المبدعات الألمعيّات في مجال الأدب في بلادنا. ولعلّ رصيدها الهام من الدراسات والروايات ومشاركاتها المتفرّدة في الملتقيات العلمية والفكرية ذات الصلة مكّناها من مراكمة رصيد فكري ومعرفي هام ومتميّز. ولم يكن من قبيل المفاجأة حينئذ الصدى الكبير الذي حظيت به مداخلتها التي قدّمتها يوم الخميس 13 جوان أمام جمع كبير من المشاركات والمشاركين في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة.
رياليتي اونلاين بالعربية التقت الروائية المبدعة أم الزين بن شيخة فكان الحوار التالي :
أي معنى لمفهوم المواطنة اليوم ؟
تعيش المواطنة اليوم أزمة عالمية خصوصا على إيقاع حرب الإبادة في فلسطين حيث تم تدمير فكرة المواطنة وحيث يتم تدمير الوطن وتخريبه. وهو ما يدعونا الى التفكير في مفهوم المواطنة مرة أخرى.
هل تكفي الكتابة كفعل فلسفي وفكري في تحقيق الشعور بالانتماء المواطني ؟
الكتابة تساهم بشكل كبير جدا في الشعور بهذا الحق وفي تنمية التربية على المواطنة. وهي تعضد دائما سياسات المواطنة التي تكفلها منظمات حقوقية ومؤسسات الدولة والقوانين والدساتير وغيرها. والكتابة والفلسفة هما وسيلتان للتربية على قيم المواطنة بشكل طويل وآجل. وهما يثريان كذلك الحس المواطني والفعل المواطني الذي به نمنح أملا في أن الإنسان الكاتب والمبدع قادر على تغيير الأشياء نحو الأجمل.
تعيش المواطنة اليوم أزمة عالمية خصوصا على إيقاع حرب الإبادة في فلسطين حيث تم تدمير فكرة المواطنة وحيث يتم تدمير الوطن وتخريبه. وهو ما يدعونا الى التفكير في مفهوم المواطنة مرة أخرى
هل يترجم واقع المبدعة اليوم ما هو مأمول بالنسبة لكم ؟
للأمانة هناك العديد من المحاولات التي يجب تثمينها والتنويه بها على مستويات إبداعية مختلفة في الرسم والمسرح والكتابة في الأدب والشعر خصوصا ان هناك طفرة ابداعية في تونس تحديدا وفي الوطن العربي بشكل عام. وهو ما يعني أننا فتحنا طريقا وأفقا نحو أن تكون المرأة المبدعة قادرة على الإسهام في ثقافة المواطنة.
هل ثمة رؤية حقيقية لكسر الحاجز النمطي بين النخبة المبدعة والطبقة النسوية الكادحة ؟
نحن نناضل من أجل كسر هذا الفاصل للاعتراف بالنساء الكادحات وبكل النساء في مختلف المجالات. لأن المرآة تبدع شكل الحياة. حيث ليس بالضرورة أن تكون فنانة بالألوان والقماش حتى تكون مبدعة. فالمرأة مبدعة دوما لأنها هي التي تعطي الحياة ولأنها هي تربي المجتمع وتعمل في كل مكان جنبا الى جنب مع الرجل. فمفهوم الإبداع حينئذ ليس بالمفهوم النخبوي بل هو مفهوم حيوي.