حذر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تونس، مير مسعود حسينيان، من توسّع رقعة النزاع في الشرق الأوسط في حال استمرار التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب، مشيرا إلى أنّ أي تدخل أمريكي مباشر ضد إيران “لن يمرّ دون ردّ إقليمي واسع”.
وفي مؤتمر صحفي عقده صباح الخميس 19 جوان 2025 بمقر إقامته بالعاصمة تونس، قال السفير الإيراني إن بلاده مستعدة لكافة السيناريوهات في حال تطور الموقف الميداني، مؤكدا أن طهران لا تواجه هذا التصعيد بمفردها، بل بدعم دولي من شركاء كبار مثل روسيا والصين وباكستان. وأضاف: “نأمل ألا نصل إلى مرحلة يُضطر فيها هؤلاء الحلفاء إلى التدخل عسكريا”.
لا قنوات اتصال مع واشنطن… ومباحثات عُمان تعطّلت بسبب التصعيد
وفي رده على أسئلة الصحفيين، كشف حسينيان أنّه لا توجد حاليا أي قنوات اتصال مباشرة بين طهران وواشنطن. وأوضح أن طهران كانت بصدد إرسال وفد للمشاركة في مفاوضات بسلطنة عمان، الأحد الماضي، بناء على مقترح أمريكي، لكن “الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية فجّر الوضع وأوقف أي تحرك دبلوماسي”.
اتهامات بالتواطؤ الداخلي ودور أمريكي في العدوان
اتهم السفير الإيراني ما وصفهم بـ”المرتزقة المحليين” بالتواطؤ مع الهجوم الإسرائيلي، قائلا إن “نجاح العملية لم يكن ليتحقق لولا دعم داخلي وخارجي”، مشددا على أن إسرائيل “لا تملك القدرة العسكرية أو الاستخباراتية لتنفيذ هذه الضربة دون ضوء أخضر ودعم مباشر من الولايات المتحدة”.
“الرد الإيراني ليس عشوائيا”… وصواريخ دقيقة ضربت أهدافا حساسة
وفي ما يتعلق بالرد الإيراني، أكد حسينيان أن بلاده تحركت بسرعة بعد الهجوم، مشيرا إلى أن الضربات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري استهدفت مراكز قيادة عسكرية ومواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة. وقال: “الصواريخ الإيرانية كانت دقيقة في إصابة أهدافها، ولم يكن الهجوم انتقاميًا فحسب، بل كان موجها بعناية إلى نقاط حساسة لدى العدو”.
استعدادات إيرانية لأي تصعيد إضافي
وبخصوص احتمال تدخل أطراف إقليمية أو دولية في النزاع، أوضح السفير الإيراني أن طهران وضعت خطة طوارئ خاصة لمثل هذا السيناريو، قائلا: “نحن مستعدون لأي توسع في ساحة المعركة. الرد لن يكون تقليديا إذا دخل طرف ثالث على خط النار”.
وختم حسينيان تصريحه بالتأكيد على أن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء يستهدف سيادتها أو أمنها القومي”.