“الإنسان أهم من الحدود.. الإنسان أهم من السياسة” بهذه الكلمات اختزلت الفنانة السودانية السارة التزامها تجاه الإنسان وقضاياه وخاصة تلك المتعلقة بحرية التنقل.
أمام جمهور مهرجان دريم سيتي، احتفت بجذورها السودانية النوبية وهويتها الشمال إفريقية معلية راية الإنسان ولاعنة سياسات الهجرة والرأسمالية وكل القيود التي كبلت بها الآخر الذي لا تشمله حساباتها، على طريقتها”.
فموسيقاها ليست حمالة إرث موسيقي نوبي سوداني إفريقي فحسب بل هي أيضا امتداد لهواجسها والقضايا التي تتبناها وتدافع عنها فتقفز من بين حروف أغانيها لتدفع المستمع إلى التفكر في علاقته بما حوله، بحريته ووجوده الذي يرتهن إلى جهات أخرى غيره.
وفي حديثها مع رياليتي أون لاين حول هذا الالتزام الذي صار يحكيها قبل أن تحكي عنه،
قالت “السياسة والرأسمالية والنقاشات المتفرعة عنها جعلتنا ننسى أن الأساس هو الإنسان.. قبل الحدود وقبل المال كان هناك إنسان.. الإنسان هو الأهم”.
وهي تنتصر للإنسان، أضافت ” فكرة اللاجئ فكرة قررتها السياسة ولم يقرر ها الانسان فمنذ القدم يهاجر الإنسان من مكان إلى آخر بحثا عما هو أفضل وأكثر ضمانات وفائدة.. النوماد كانوا يسافرون حسب الفصول.. هو بحث عن فرص للحياة وأنا لا أؤمن بفكرة أن اللجوء مسموح به فقط في حالة الخطر أو الحرب.. اللجوء من حقك وإن كنت تبحث فقط عن مساحة أخرى كإنسان”.
ولم تخف استياءها من التفرقة والتميبز في التعامل بين مواطني العالم قائلة ” لماذا نعيش في عالم البعض فيه كل الأماكن مفتوحة أمامه يسافر ويتحرك بحرية والبقية يقاسون الويلات في التنقل وإن كانت حياتهم مهددة.. إنها العنصرية”.
وكما تتشبث السارة ومعها مجموعة النوباتونز بالدفاع عن قضايا الإنسان فإنها لا تنفك تسقي جذورها كي تينع شجرة موسيقاها “بالنسبة لها إذ تقول إنها تشبه الشجرة لها جذورها ثابتة وأساسها واضح وفروعها متغيرة.
وفي سياق التغيير الذي تعتبره في صميم الطبيعة تنوع السارة تجاربها ومشاريعها وهي تعمل حاليا على مشروع اسمه “مسافة” كما تخلق موسيقى لأعمال لفنانين تشكيليين، بالإضافة إلى ألبوم جديد مع النوباتونز يضم أعمالا من تأليفهم ولكنها تنهل من نفس الجذور.
وفي حديثها عن التلوينات المختلفة في أعمالها قالت ” أنا أعمل على مشاريع كثيرة وقد يتزامن بعضها ولا يوجد أي تناقض أو تضاد بين كل هذا التنوع فالموسيقى بالنسبة لي دائرية وليست خطية وكل ما وسعت أفقي زودت إلهامي.. وكل ما وسعت جذوري شعرت بأنني أنا محور كل عمل جديد…”.
وأما في ما يخص مهرجان دريم سيتي وتركيزه على القضايا الراهنة بما في ذلك الهجرة واللجوء، فقالت السارة إن المهرجان منذ حضورها فيه في السنة الفارطة يوحي بأن هناك مدينة فاضلة يجتمع فيها الناس من كل مكان ليروا إنسانيتهم مع بعض ويعرفوا بعضهم البعض في الأزمات.
في سياق متصل أشارت إلى أنها تمثلت حكايتها في دريم سيتي، قائلة ” الجميع يعيش قصص الهجرة منذ سنوات ولكنها تصير أكثر وطأة سنة بعد سنة.. لكن العالم يشعرنا في كل مرة انها اول مرة ولن تكون اخر مرة الا اذا قررنا أنه ليس مفروضا ان نعيش بهذه الطريقة.. ما أحب في دريم سيتي انه يقول إنه ليس مفروضا أن نعيش بهذه الطريقة”