“ماد إن أفريكا” مشروع موسيقي جديد للفنان زياد الزواري ينتصر فيه للهوية الإفريقية، ويسائل فيه عبر الغناء والموسيقى والكلمات الواقع وتعيد صياغته على إيقاع رؤية فنية تدافع عن إنسانية الإنسان.
عن هذا العرض الذي تجلى على ركح مهرجان الحمامات الدولي في سياق مخصوص يستعر فيه الصراع بين الشمال والجنوب، قال زياد الزواري لرياليتي أون لاين ” الموسيقى تفتح لك الطريق.. وقصة النجمة “orion” تختزل كل شي فالطوارق يبحث عن هذه النجمة ليمتد بها إلى الشمال في الصحراء”.
في سياق متصل أضاف ” هذه النجمة مكنتنا من بناء مشروع موسيقي .. والموسيقى في النهاية تدافع عن إنسانيتنا، إحساسنا بالآخر، التسامح، المشاركة، والحب، حتى نعود إلى بعدنا الأول ؛ الإنساني”.
” اليوم إفريقيا تعاني، أمور كثيرة تستدعي الحديث عنها، أمور كثيرة كان يجب أن تتحق ولكن لم يحصل ذلك لأننا لم نكن كتلة واحدة، لأننا لم نفكر في الجنوب جنوب.. رمزيا، لماذا نبحث عن نجمة تهدينا الى الشمال ولا نبحث عن شيء آخر” واصل زياد الزواري الحديث بشيء من التأثر.
عن كون الجنوب جنوب قوة كبيرة زاخرة بالثروات الطبيعية والموسيقية وعن كون تونس فضاء عميقا مفعما بالعوالم والطاقات، تحدث الزواري، مؤكدا أن مشروع “ماد إن أفريكا” يحاول طرح أسئلة في الصميم لا تتلاشى بمجرد انتهاء العرض.
في السياق ذاته، قال ” حينما نعزف ونغني على الركح تتجلى لوحة جميلة وطاقة إيجابية، ولكن داخلنا هناك مشاعر تمتد من الحقيقة إلى الألم الذي يعتمر دواخلنا والأمل الذي خلقناه من خلال هذا المشروع.. هي نقطة فاصلة للتفكير والنظر إلى الوراء من أجل المضي إلى المستقبل”.
و”ماد إن أفريكا” (صُنع في إفريقيا) للفنان زياد الزواري، عرض متجذر في بيئته التونسية والافريقية منفتح على كل العالم ويتجلى ذلك من خلال تنوع الآلات الموسيقية كمنجات وكونتروباص ودرامز وغيتارات وإيقاعات.
عرض مختلف ومتفرد نسجه الفنان زياد الزواري ورفاقه على الركح من أنفاس وإيقاعات ونغمات راسخة في إفريقيا ليتوشح بأساليب موسيقية مختلفة تراوح بين الأفروجاز والنمط العربي.
في كل تفاصيل العرض ترتسم إفريقيا بألوانها المختلفة، وأصواتها المتعددة، برقصاتها الملتحمة بالأرض، رقصات أداها الراقص الغابوني “داب آيس تايغر” واستحضر معها الأجواء الإفريقية الأصيلة.
“ماد إن أفريكا” تجاوز الاحتفاء بالموسيقى الافريقية ليذكرنا بأصولنا على إيقاع التكامل بين الأصوات الصادحة وروح الموسيقى الآلاتية التي اختزلت كل المسافات وروت حكايات الانتماء والنوستالجيا على دفعات.
عازفون استنطقوا آلاتهم ليروا حكايات إفريقية خالصة وأصوات صدحت من عمق أرضها حتى عنان سمائها في عرض جاب تونس من شمالها إلى جنوبها وسطى جذورها الافريقية فأزهرت على ركح الحمامات.
وديع بلغيث وطارق الزواري وآدم كليع وراضي الشوالي وبهاء بن فضل ومحمد مجدي البهلول عبد السلام الشعري وسفيان سعداوي ونادر البرقي وحمدي الجموسي، ونصر الدين الشبلي الذي حل ضيفا على العرض، موسيقيون خط كل منهم بصمته.
ميسون الفطناسي ووجيه البجاوي وأميمة بن عمر، أصوات تماهت مع الألحان والرقصات لتحمل الجمهور إلى عالم متعدد الألوان سعى من خلاله الفنان زياد الزواري إلى إعادة التواصل مع جذوره الافريقية.
توزيع موسيقي كلاسيكي مبتكر تخدم فيه الرباعية الوترية الكلاسيكية مدونة موسيقية أصلية خلفيتها إفريقية تجلى عبر توليفة من الموسيقيين المؤمنين بهذا العرض الذي أعلن انطلاقته الرسمية على ركح مهرجان الحمامات الدولي.
“عزف منفرد” فمقطوعات موسيقية مختلفة “ماد إن أفريكا” التي استمد منها المشروع اسمه، “nuages”، و”ORION” و”TRIBUTE TO HADHRA”، و”ISFAHAN “، وبابا عامر”، تروي كلها حكايات نابعة من تجارب الفنان زياد الزواري الإنسانية والفنية.
الرهان الايكولوجي كان حاضرا أيضا من خلال أغنية “بسكلتي” من غناء وكلمات ميسون الفطناسي، وهي أغنية تروي قصتها الشخصية آذ صنعت دراجتها الخاصة بطريقة صديقة للبيئة.