نُظم يوم الثلاثاء 27 ماي 2025 بفندق غولدن توليب المشتل بالعاصمة، لقاء حواري موسع جمع نخبة من الصحفيين والحقوقيين وأعضاء الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء في الشأن الإعلامي، بدعوة من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية، وذلك لمناقشة واقع الإعلام السمعي البصري في تونس ومستقبله.
اللقاء الذي حمل عنوان “مستقبل تعديل المشهد السمعي البصري في تونس”، تطرّق إلى التحديات التي يعيشها القطاع، خاصة في ظل غياب إرادة سياسية واضحة للإصلاح، واستمرار الفراغ التشريعي بعد تجميد مشروع قانون الاتصال السمعي البصري، بالإضافة إلى التهميش الذي لحق الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، وهو ما أثار مخاوف جدية بشأن مستقبل التعديل والتنظيم في قطاع حساس مثل الإعلام.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد نقيب الصحفيين التونسيين زياد دبار أن الورشة تمثل مناسبة للتفكير الجماعي في سبل إنقاذ القطاع من حالة التهميش والتفكك التي يعيشها، مشددا على ضرورة بلورة إطار قانوني يحترم حرية الصحافة ويضع حدا للفوضى والارتجال.
من جهته، عبّر أمين غالي، المدير التنفيذي لمركز الكواكبي، عن دعم المركز الكامل لمبادرات الإصلاح التشريعي، مبرزا أهمية بناء هيئة تعديلية مستقلة وفاعلة تتماشى مع التحولات الديمقراطية والرقمية.
توزع اللقاء إلى ثلاث جلسات عمل، تناولت الأولى واقع التعديل الإعلامي حاليًا بمشاركة راضية السعيدي، عضوة مجلس الهيئة، والصحفية سيدة الهمامي، وتخللتها مداخلات ناقشت تراجع دور الهيئة ومحدودية صلاحياتها التنفيذية، بالإضافة إلى ضعف التنسيق مع السلطات.
أما الجلسة الثانية، فتمحورت حول فرص الإصلاح، بمداخلة قدّمها الأستاذ عبد الكريم الحيزاوي ، ركّزت على ضرورة الاستفادة من التجارب المقارنة، والتوجه نحو نموذج تعديلي أكثر مرونة واستقلالية.
واختُتم اللقاء بجلسة ثالثة خُصصت لتقديم مقترح قانون أساسي يتعلق بحرية الاتصال السمعي البصري وتنظيم الهيئة التعديلية، قدّمه النائب بمجلس الشعب ثابت العابد، وسط تفاعل كبير من الحاضرين، الذين دعوا إلى ضرورة أن يُعرض هذا المشروع على أوسع نقاش وطني.
الورشة أبرزت بشكل واضح أن الإعلام السمعي البصري في تونس يعيش مرحلة دقيقة، تتطلب حوارا وطنيا شاملا ينخرط فيه كل الفاعلين، لإرساء منظومة إعلامية حرة، مسؤولة، ومحصنة قانونيا، تضمن التعددية وتخدم الديمقراطية.
أميمة زرواني