تنظم جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى، بالتعاون مع جمعية الاتحاد الثقافي بسوسة، منبر حوار بعنوان “اضواء على حوادث جانفي 1952 بجهة الساحل “. ويشارك في هذا القاء الفكري ذي البعد التاريخي، الذي سينعقد يوم الأحد 26 جانفي انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بقصر بلدية القلة الكبرى، ثلة من المختصين والخبراء في مجال التاريخ والتراث.
وسيؤثث الجلسة العلمية الأولى التي يترأسها رئيس جمعية علوم وتراث السابق، محمد الصغير قايد، الأستاذان محمد علي الخرشفي الذي سيقدّم عرضا لمعطيات جديدة عن نشأة بلدة القلعة الكبرى وعادل بن يوسف الذي سيتناول تقديم صور لزيارة البعثة الفرنسية الى القلعة الكبرى سنة 1885. وسيتخلل هذه الجلسة تقديما لقصيدة “القلعة” للشاعر والمختص في الفكر الصوفي الدكتور توفيق بن عامر.
أما الجلسة العلمية الثانية التي عُهِدت إدارتها الى الاستاذة كاميليا هميلة مبروك فستخللها أربع مداخلات مختلفة الأبعاد والاهتمامات. حيث ستقدم رئيسة التحرير بصحيفة الصباح آسيا العتروس مداخلة بعنوان “دور الصحافة في معركة تحرير الوطن : جريدة الصباح نموذجا”، فيما سيسلّط رئيس تحرير مجلة “حضرموت” حسن بن علي الضوء على مساهمة القلعة الكبرى في حوادث جانفي 1952.
من جهته، سيتكفّل الاستاذ عادل بن يوسف بتقديم محاضرة بعنوان “احداث 22 جانفي 1952 بسوسة : الذكرى والعبرة”. أمّا الاستاذة خديجة زخامة شهلول فستطرح قراءتها الخاصة بـ “ذكرى حوادث جانفي 1952 في الساحل”. تجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء الذي سيتم خلاله تقديم شهادات لثلة من أبناء مناضلي جهة الساحل سيشهد عرض شريط فيديو حول أحداث 1952 لمحمد سعيدان وعمر العياشي.
للتذكير تمثل أحداث 18 جانفي 1952 في تونس لحظة مفصلية في تاريخ الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي. اندلعت احتجاجات شعبية واسعة النطاق بقيادة الحزب الحر الدستوري الجديد، ردًا على رفض فرنسا منح تونس الاستقلال. قابلت السلطات الاستعمارية هذه الاحتجاجات بالقمع العنيف، مما أسفر عن سقوط شهداء واعتقالات واسعة، بما في ذلك اعتقال زعماء الحركة الوطنية مثل الحبيب بورقيبة والمنجي سليم.
أدت هذه الأحداث إلى تصعيد الكفاح الوطني وامتدت الاحتجاجات والمظاهرات في كافة أنحاء الوطن وخصوصا في جهة الساحل واندلعت يذلك الثورة المسلحة وأجبرت فرنسا على إعادة النظر في سياساتها بتونس، حيث أصبحت نقطة انطلاق نحو الاستقلال.