أثار إقبال العديد من الأولياء بمدينة القلعة الكبرى على تعليم أبنائهم القرآن وحفظه بجامع الغفران العديد من ردود الفعل المتباينة خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي. ففي حين بارك الكثير من رواد هذه المواقع المبادرة التي أطلقها بعض أئمة مساجد الجهة وخصوصا إمام الجمعة بجامع الغفران منير خليج لما لها من مساهمة في تأطير الأطفال وحمايتهم من مخاطر الشارع، عبّر آخرون عن مخاوفهم من أن يتم التأثير على هؤلاء الأطفال واستقطابهم فكريّا وايديولوجيّا كما حدث في فترة ما ابّان اندلاع الثورة التونسيّة.
وفي هذا السياق أكّد أمام جامع الغفران، الذي استقبل في اليوم الأول من انطلاق دروس حفظ القرآن أكثر من 260 طفلا، خلال خطبة الجمعة لهذا اليوم 28 جوان تلقيه لعديد الاتصالات من العديد من الأطراف تستفسر حول هذا الموضوع معبرا عن تبرّمِه من وزارة الإشراف التي يبدو حسب تعبيره أنها نأت بنفسها عن التدخّل في الموضوع.
ولم يخفِ امام جامع الغفران اصرار الاطار المسجدي على مواصلة هذه الدروس التي لا علاقة لها بما يتم الترويج له خصوصا أن السلطات المعنية على علم بتوجهات وانتماءات المشرفين على هذه الدروس على حدّ تعبيره.
وتجدر الاشارة الى أنه تتم سنويا في بداية العطلة الصيفية برمجة دروس لتعليم القرآن وحفظه في العديد من المساجد على صعيد وطني, غير أن الاقبال الكبير الذي شهده جامع الغفران هذه السنة ربما كان لافتا للانتباه، بالاضافة الى أن التجربة المريرة التي عاشتها بلادنا مع مسالة الانفلات الديني جعلت كل الاطراف حريصة على تفادي تكرار وقوع مثل تلك التجربة.