تنظم جمعية علوم والتراث بالقلعة الكبرى بالشراكة مع الجمعية التونسية للدراسات الصوفية والمكتب الجهوي لمنظمة التربية والأسرة بولاية سوسة ندوة فكرية بعنوان ” التصوف النسوي وأبعاده الاجتماعية والثقافية” وذلك يوم السبت 31 ماي بقصر بلدية الجهة.
ارتأى منظمو هذه التظاهرة الفكرية التي يشارك فيها ثلة من الباحثين والمختصين في الشأن الفكري والفلسفي والتاريخي والديني “البحث والنظر في إسهامات المرأة في الحياة الروحية وبيان المنزلة التي تحتلها في الفكر الصوفي”. ويسعى المتباحثون في هذا الموضوع الذي لطالما بقي مسكوتا عنه رغم أهمية الخوض فيه “إلى الكشف عن رؤية علماء الصوفية لأوضاع المرأة ومنزلتها في المجال الديني وعن مدى مشاركتها في التجارب الروحية مقارنة بالرجل في هذا الميدان”.
وحتى تحصل الفائدة المرجوة من هذه التظاهرة، وجه الساهرون على التنظيم، الدعوة للعديد من الأسماء الوازنة في المجال على غرار الكاتبة والمؤرخة والمفكرة بثينة بن حسين ورئيس الجمعية التونسية للدراسات الصوفية وعضو مجمع بيت الحكمة الدكتور توفيق بن عامر (المرأة في التراث الصوفي) والأستاذة سارة حفيز (المراة الصوفية وحد الجنس) و الأستاذ محمد الكحلاوي (السيدة المنوبية السياحة الروحية والسيرة الذاتية) والأستاذة ثريا بن مسمية (رمزية المراة في التصوف بين سر الانوثة ومقام الكشف) والاستاذ احمد بخاري الشتوي (تجربة ايزابيل ايبرهارد الصوفية) والاستاذة صفاء بطي (ابن عربي وفاطمة القرطبية) الأستاذ والباحث الايراني أحمد رهدار (الآراء الصوفية للسيدة نصرت امين الاصفهاني) والمفكرة ألفة يوسف والأستاذة سعاد الجويني (رابعة العدوية سيرة فكر) والاستاذ مفتاح حلاب (منزلة المرأة في تصوف ابن عربي) وعواطف ملاك (أم الزين الجمالية في المخيال الشعبي) وأسماء خوالدية عضوة اتحاد الكتاب التونسيين.
ويسعى المتدخلون في هذه الندوة التي أشرف على تنسيقها المدير التنفيذي لجمعية علوم وتراث، حسن بن علي، الى “التعرف على خصوصية التصوف النسوي بالمقارنة بما هو شائع من ممارسات روحية وسلوكية في الوسط الرجالي وذلك علاوة على الوقوف على مختلف العوامل الذاتية والاجتماعية والثقافية الدافعة للعنصر النسائي إلى الانخراط في التجارب الصوفية وعلى الموانع والعراقيل التي يمكن أن تكون قد اعترضت طريقه في السير على هذا المنهج”.
وسيتطارح المشاركون في هذا اللقاء العديد من المسائل المتعلقة بطبيعة ونوعية الحضور الأنثوي في هذا العالم الروحاني وعن حظوظ المرأة من الريادة والزعامة فيه. ويستعرض المحاضرون العديد من التجارب في هذا السياق من خلال تقديم نماذج من المتصوّفات والوليّات الصالحات في العالم العربي الإسلامي محليا وخارجيا وتحديد نوعية الإضافة التي تميزت بها مقارنة بما هو متداول عن التراث الغزير للتصوف الإسلامي.
ومن خلال المحاور الثلاثة التي تم ضبطها والتي ستعنى بـ ” مشاركة المرأة في التجربة الصوفية” و” صورة المرأة في التراث الصوفي”، سيتم البحث في هذه المسائل من خلال الاستناد الى مناهج علمية لفهم أبعادها الاجتماعية والثقافية.
والجدير بالذكر في هذا السياق أن هذه الندوة الفكرية تندرج ضمن بادرة هامة قامت بها هذه الجمعيات وهي تسليط الضوء على الحضور الصوفي بصفة عامة في العالم الإسلامي وفي بلادنا تحديدا، حيث سبق وأن نظمت جمعية علوم وتراث والجمعية التونسية للدراسات الصوفية يوم 10 نوفمبر 2024 ندوة علمية بعنوان “الطرق الصوفية وأبعادها الدينية والثقافية والفنية “.