أعلن الفنان نور شبية عن إصدار كتابه الجديد بعنوان “الحي الحي يروّح”، باستخدام عبارة باللغة العامية التونسية. ومن المقرر أن يقيم حفل توقيع للكتاب في فضاء إحدى المكتبات، يوم الجمعة 09 فيفري يقدم الكتاب برهان بسيس، ويتناول تجربة الفنان في السجن وذلك من خلال ملاحظة غلاف الكتاب وعنوانه.
تأتي هذه الخطوة بعد تجربة صعبة عاشها الفنان نور شبية، حيث تم اتهامه بتهمة تتعلق بالمخدرات، وتم الإفراج عنه يوم الجمعة 5 ماي 2023، حسب إعلان محاميه، منير بن صالحة، عبر حسابه على موقع فيسبوك.
وأثار إصدار الكتاب جدلاً واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت آراء الجمهور بين المرحبين بفكرة فنان شعبي يشارك تجربته في السجن، ورأوا أن هذا يندرج ضمن حرية التعبير ويقترن بأدب السجون، حيث أكدوا وجود مؤلفات رائعة كتبتها مومسات.
في المقابل، أعرب البعض عن رفضهم لهذه الفكرة، معتبرين أن تجربة الفنان نور شيبة في السجن تظل تجربة شخصية يجب عدم تعميمها أو الترويج لها.
ويرى بعض المتابعين أن التعبير عن التجارب الشخصية في السجن يندرج ضمن حقوق حرية التعبير، ويُشجع على الانفتاح على أدب السجون الذي يقدم نوعًا خاصًا من الأدب يعكس تجارب الأفراد في ظروف استثنائية. إلى جانب ذلك، يعبر البعض عن قلقهم من ترويج تجربة فنان معين كتجربة عامة تمثل كل الفنانين، ويعتبرون ذلك تبسيطًا غير عادل لتنوع تجارب الفنانين.
هذا النقاش يبرز توتر الخط الفاصل بين حق الفنان في التعبير عن ذاته وبين تحفظ بعض الناس حول توظيف تجاربهم الشخصية لغايات فنية أو اجتماعية.
وعلقت الفة يوسف كاتبة ومؤلفة وباحثة تونسية من خلال صفحتها الرسمية على فايسبوك قائلة:”
وأظلّ موقنة أن أكبر داء يعاني منه التونسيون هو داء الرغبة في السخرية من الغير… وأظلّ مؤمنة بأننا ما لم نقتنع بالحريات والاختلاف عمقا فسنظل نعاني أنظمة متخلفة، ننتقدها، ولكننا نكرر ممارساتها… بالنهاية، ما هو المشكل في أن ينشر نور شيبة كتابا؟ كتبه هو أو كتبوه له؟ هذا يجري في بلدان الفرنجة حيث نجد كتبا علمية وأخرى فكرية، ونجد روايات وقصصا وفضايح سياسية وجنسية ، مستواها متفاوت ومتنوع، وكل يختار ما يريد… نحن نريد أن نصادر حريات بعضنا بعضا…ونطلب من الحاكم أن يحترم حرياتنا… نحن نستحق ما يجري لنا…وأكثر.. وأما
القلة التي تنشد الارتقاء بنفسها، فطوبى لها إذ هذا المناخ الملوث هو أفضل ميدان للابتلاء وتنقية الروح
في المقابل اتهمه البعض بالاستيلاء على عنوانين سابقين و تم اتهامه بتكريس علاقاته خدمة للدعاية في حين ان صغار المؤلفين لا يتحدث عنهم احد اذ قال الاستاذ والشاعر عمار العربي:
أن يكتب شخص عن تجربته السجنية – ولو أنهاكانت قصيرة ولأسباب غير سياسية – فهذا أمر يخصه وهو حاصل في الفضاء الثقافي الغربي. وأن يجد ناشرا يتبناه ومكتبة ذات قيمة مثل” الكتاب” تحتضن حفل توقيعه وكرونيكارات- حتى وإن كانوا بو دورو- يقومون بالاشهار له فهذا من سمات الساحة الثقافية التونسية التي أصبحت مستباحة من قبل كل من هب ودب. لكن المزعج أنّ العنوان فيه سطو على عنوانين سابقين على الأقل. فقد حوّل المخرج الهاوي عبد الله الفاتح عون مقتطفات من حوار طويل له معي إلى شريط سينمائي وثائقي اقترحت أنا أن يكون عنوانه” باب الحبس كذاب والحي يروح” وبعد سنة أصدر رفيقي وصديقي الفتحي بالحاج يحيى كتابه ” الحبس كذاب والحي يروح”