على إيقاع قصة صبي إسمه آدم (عزام أحمد) يحاول إيقاف الوقت، يسائل المخرج العراقي عدي راشد في فيلمه “أناشيد آدم” الزمن والمكان والوضعيات وينسج ملامح عمل فلسفي وجودي.
هذه الحكاية النابعة من ذاتية المخرج، المتحررة من كل السياقات نشأت لحظة صراعه الأول ما بين طفولته والبلوغ، وفق حديث عدي رشيد الذي أضاف “عندما تأكدت من انني صانع أفلام كان لابد من صناعة هذا الفيلم”
“هي محاولة للعبث بمفهوم الانتقال من الطفولة إلى البلوغ” يواصل الحديث عن فلسفة عمله الذي صوره في منطقة غرب العراق، في ريف مدينة هيت حيث تتهافت الثنائيات.
عن اختيار المكان الموشح بالمفارقات، قال رشيد في حديثه مع رياليتي أون لاين ” هذا منسجم تماما ثنائية البلوغ والطفولة.. إنني أبحث عن الثنائيات المتناقضة في هذا التصحر والخضرة، العطش والارتواء، الحب والكره، الغضب والرضا”.
وفيما يخص الوضعيات الصعبة التي رمى فيها شخصياته والتي تراوح بين العذابات النفسية والمادية، قال “العذاب مضاعف لاني من يصنعه.. لكن لحسن حظي كان هذا الطفل (عزام أحمد) فاهما لما احاول أن أصنع، مشيرا إلى أن الحوار بينهما قائم على فكرة اتحادهما في الرد من كل هذا العالم.
شخصيات الفيلم تسير على خطى سيناريو مر بمراحل مخاض قبل أن يبلغ شكله النهائي، إذ مر بمرحلتين اساسيتين، المرحلة الأولى داخلية داخل القلب، الرأس، الضمير وهو أمر يمكن أن يستغرق عقودا، والثانية مرحلة التدوين وفي “أناشيد آدم” استغرق التدوين بضعا من سنوات، وفق حديث عدي راشد.
وفيما يوقف آدم الزمن بداخله لا يفلح في إيقافه من حوله، وعن هذه المفارقة قال محدثنا ” هي ثنائية الخاص والعام، “آدم” والمجتمع، فهو حينما لم ينجح في إيقاف الزمن خارجه امتد الزمن بقسوته وتجلت الأزمات.
في سياق متصل، أضاف ” الأزمات التي نمر بها كبشر أزمات بطبيعتها وجودية، ما يأتي نتاج الظرف التاريخي والمكاني والزمان هذا اسميه العوارض لكن الأزمة الأولى هي أزمة وجود أزمة من انا تجاه هذا العالم.. وإذا نجحنا في تعريف هذا الأمر نجحنا في تحديد شكل العلاقة مع هذا الموضوع ويسهل التعامل مع باقي الأزمات.
كما قال “ليس ضروريا أن نجد حلولا لهذه المشاكل لكن على الاقل اذا ما قررنا مغادرة مكان نعرف أسباب المغادرة وهو ما يتطلب أن تعرف ذاتك وأن تُعرّف العام” ، مشيرا إلى أنه إنسان مغاير لما كان عليه بعد الكتابة والتصوير والمونتاج وعرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
وفي سؤال عن ماهية وخصوصي أسلوبه السينمائي ، قال أنا أمتلك طاقة أن احجز الزمن وأعيد إنتاجه وأقدم لكم وهذا انتصار عظيم لاحساسي بذاتي.. أما عن الأسلوب فجان كوكتو حسم الأمر حين قال”الأسلوب نتيجة، وليس نقطة انطلاق”.. المهم أن تمارس إبداعك وإن كنت محظوظا سيكون لديك أسلوبا”.
“أما أنا فموتي سيحسم إن شكلت أسلوب خاصا بي أم لا” ، قال المخرج العراقي عدي رشيد في إجابته عن سؤالها عما إذا كان محظوظا.
يشار إلى أن فيلم “أناشيد آدم” قد حاز علىجائزة اليسر لأفضل سيناريو في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
*الصورة من تصوير فيلم أناشيد آدم