هايدي تمزالي بمحياها المحمل بالتعبيرات وعينيها اللتين تفيضان كلاما، وحليها الموغل في التاريخ تتصدر المعلقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الرابعة والثلاثين (28 أكتوبر – 04 نوفمبر 2023).
حضور صارخ لهذه المرأة التي صبغت بروحها أول الخلق السينمائي في تونس ونظرات تسافر بمصافحها إلى ما قبل مائة عام، إلى قصة البدايات، بدايات السينما التونسية التي بلغت من العمر قرنا.
هايدي تمزالي ليست ابنة رائد السينما التونسية سمامة شكلي فحسب، بل هي أول ممثلة وكاتبة سيناريو ومركبة أفلام في تونس والعالم العربي، وفي صورتها التي تزين معلقة أيام قرطاج السينمائية احتفاء بكل السينمائيات التونسيات.
وهذه المعلقة التي تؤوي أحد رموز السينما التونسية تحيل إلى الوجه النسائي للسينما التونسية وإسهامات المرأة في الصناعة السينمائية من أماكن مختلفة خلف الكاميرا وأمامها، من كتابة السيناريو إلى الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج، وهندسة الصوت، والديكور والإنتاج.
والتكريم الذي حظيت به هذه المرأة التي كانت أول وجه سينمائي تونسي لا ينسحب على النساء فحسب وإنما يطال أيضا مهنيي القطاع من الرجال فوالدها سمامة شكلي هو من بعث الحياة في أول فيلم في تاريخ السينما التونسية.
ومعلقة الدورة الرابعة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية تصور ذاكرة البدايات في وجع هايدي تمزالي كاتبة المشاهد الأولى للسينما الروائية التونسية وأول ممثلة ونجمة للأفلام الأولى في تاريخ السينما التونسية في فيلمي زهرة (1922) وعين الغزال(1924).

معلقة الدورة الرابعة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية