قالت الممثلة فوزية بدر إن تجربتها في عرض “تخيل” للفنان كريم ثليلي جعلتها تنظر إلى العالم وإلى نفسها دون قفازات، ومتصالحة مع نفسها، على حد تعبيرها.
وعادت فوزية بدر بالذاكرة إلى العربي المغلق مع كريم الثليبي في مسرحية “عائشة 13″ التي أوجد موسيقاها الموغلة في السيكولوجيا، إذ قالت ” اعتكف بنا ودخلنا بنا في عالم رهيب في دار سيباستيان (المركز الثقافي الدولي بالحمامات) ليفص الأمر إلى موسيقى تنبش في الخوالج”.
وأضافت أن موسيقى كريم الثليبي تخرج من الأجساد والعيون والشعر والألم يتسرب من الأظافر، مشيرة إلى أنه عجن موسيقى تونس وأخرجها في أبهى حلة من خلال فنون متنوعة تراوح بين الموسيقى والرقص والسينما.
وفي سياق متصل تابعت بالقول ” الموسيقى في عرض “تخيل” تربك الكيان وتجعلك تتساءل من أنا وأين أنا وماذا يجب أن أفعل”.
وتؤدي الممثلة فوزية بدر دور الأم المكلومة التي فقدت ابنها وانتهى بها المطاف إلى العمى الذي يتعاظم معه صوت الوجع ويتداعى كل شيء من حوله.
نظرات فوزية بدر، ابتسامتها المبهمة المطعمة بحزن عصي على الوصف، خصلات شعرها الأبيض وقسمات وجهها الناطقة بالوجع، تماهت مع موسيقى العرض الذي تعالت فيه موسيقى تونس بعد أن اكتست لمسة اركسترالية لم تطمس هويتها.
و”تخيل” عمل فني متكامل للموسيقي كريم الثليبي، من إنتاج مسرح أوبرا تونس، يعتمد على معالجة درامية ونفسية للموسيقى، وهو نتاج بحث علمي ومخبري يحاول رسم مختلف وجهات النظر النفسية لمفهوم الصراع مع الآخر.
والعرض يوظف العديد من العناصر الفنية لتشكيل حالة درامية تسعى مضامينها الجمالية للنفاذ إلى عمق واقع الآخر، في إطار صراعه مع جسده وارثه المنهك بالوجع.
ويشارك فيه الفنانون ناي البرغوثي وزياد الزواري وهيثم الحذيري ومحمد علي شبيل وحسين بن ميلود وهادي الفاهم وصابر رضواني وسيرين هرابي وحمدي الجموسي ونصر الدين الشبلي – مع الاركستر السمفوني التونسي وأصوات أوبرا تونس.