كثيرة هي الحكايات الذاتية التي رواها الممثل أحمد عز في الندوة الحوارية، بإدارة الناقد رامي المتولي، وذلك إثر تكريمه بجائزة فاتن حمامة للتميز الإبداعي ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين.
عن عائلته، عن هواجس وأحلامه، عن اختياراته تحدث الممثل أحمد عز الذي اختار طريق التمثيل واستقال من مهنته في مجال الفنادق ولم يعبأ بردة فعل عائلته الرافضة لهذا القرار.
هو الحلم محركا لأحمد عز دافعا له في اتجاه تحقيقه ومحفزا على المجازفات التي دفعته إلى الخروج طوعا من منطقة الرفاهة في اتجاه المجهول الذي صارت له ملامح على شاكلة إصراره على التمثيل.
أحمد عز الحالم حالفه الحظ أيضا وساعدته وسامته التي تجذب الكاميرا ولكنه لم يقف حيث هو بل تسلح بشغفه ونوع شخصياته ليبرهن في مع كل تجربة جديدة لنفسه ولمن حوله أنه جدير بمهنة التمثيل.
وفي هذا السياق قال أحمد عز إن الفن ليس فقط أن تصنع فيلما وتصبح مشهورا بل أن تقدم ما يرسخ في ذاكرة الناس، معتبرا أنه لم يفعل شيئا بعد وأن النجاح بالنسبة له أن تعيش أفلامه كما أنه يتمنى أن يكون امتداد للأجيال الكبيرة التي جعلته يحب الفن من الأبيض والأسود إلى اليوم.
وباستعادة ذكريات الخطوات الأولى نحو تحقيق الحلم تحدث عن إصراره على المشاركة في عمل ضمن مسرح المدرسة كان شقيقه الأكبر يؤدي فيه دور البطولة وعن استقالته من عمله حينما عرض عليه دور البطولة في فيلم “مذكرات مراهقة” من إخراج إيناس الدغيدي وعن عمله في الإعلانات وعن الأدوار الصغيرة التي ساهمت في صقل شغفه بالفن.
ولم يفوت أحمد عز المناسبة للحديث عن دور النقاد والصحافيين في دفعه إلى التطور سواء كان رأيهم إيجابي أو سلبي وعن حضور فنانين كبار ونصائحهم الراسخة في مسيرته على غرار عادل إمام ونور الشريف وغيرهم.
وعن فترات الفراغ في حياته في علاقة بالتمثيل، اعتبر أنها من أصعب الفترات وأنه تمكن من تجاوزها بفضل شغفه وإصراره على تحقيق أحلامه ودعوات والدته، على حد تعبيره.
كل الأشخاص الذين كان لهم تأثير في حياته وفي مسيرته المهنية كانوا حاضرين في حديث أحمد عز بدءا بعائلته وصولا إلى المخرجين الذين منحوه فرصا ليعدد تجاربه في مجال التمثيل.
حب الناس له، شكله الذي خدمه في البدء، اشتغاله على تحسين أدائه مع كل دور، محاولاته خلق توازن بين العمل الذي يشد الناس ويعيش لسنوات ويجلب إيرادات جيدة، مواضيع خاض فيها عز.
ولعل من المواقف المؤثرة التي رواها عز تصويره لفيلم “مسجون ترانزيت” بعد وفاة والدته وعدم فصله بين حالة حزنه وحالة حزن الشخصية واستغلاله وجعه فس التصوير ، معتبرا أنه ارتكب بذلك خطأ كبيرا.
وفي حديثه عن مهنة التمثيل، قال “لو كنت تريد أن تكون فنانا يجب أن تعرف انك ستعاني أنك مجبر على التخلص من طاقة الشخصية بعد كل دور”، معربا عن رغبته في تقديم شخصيات تاريخية وشخصيات روائية وأمله في أن يُكتب اسمه مع كبار الممثلين.