“لا دعم مالي من وزارة الشؤون الثقافية للمهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوي وذوات الإعاقة “هاندي ميوزك” إلى حد اليوم، بهذه العبارات يختزل رئيس جمعية إبصار محمد المنصوري الصعوبات التي تواجه هذه التظاهرة التي آلت على نفسها الاستمرار رغم كل الحواجز.
وفي سياق متصل قال المنصوري في رده على سؤال رياليتي أون لاين بخصوص اختيارات المهرجان الفنية، إن المهرجان يواجه صعوبات على المستوى المالي تؤثر على اختيار المشاريع المشاركة فيه.
وأشار إلى أن الجمعية استوفت ملف المهرجان في علاقة بالدعم ولكنها لم تتلق إلى اليوم ردا، موضحا أن دعم المهرجان في الدورات السابقة ضئيل مقارنة بطموحات المنظمين.
وتأتي الدورة السابعة لمهرجان “هاندي ميوزك” في ظل صعوبات مادية متواصلة لكنها لم تثن المنظمين عن المضي قدما في خلق فضاء لا يعترف بالحواجز والحدود بشعار “الفن بلا حدود والإنسان بلا حواجز”.
ومثلت الندوة الصحفية التي انعقدت، اليوم الأربعاء، بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، فرصة للوقوف على جهود جمعية إبصار لضمان ديمومة المهرجان وخلق أركاح لذوي وذوات الإعاقة.
وتطرقت الندوة إلى غياب ذوي وذوات الإعاقة في برمجة المهرجان الوطنية خاصة التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية وهو ما اعتبرته جمعية إبصار إقصاء سعت إلى تخطيه من خلال بعث مهرجانها.
المهرجان رأى النور سنة خمسة عشر وألفين وكان يستهدف ذوي الإعاقة البصرية فحسب ليتوسع في ما بعد وينسحب على كل الإعاقات في محاولة لتقليص هوة الإقصاء والتمييز من خلال الاحتفاء بالمواهب المغمورة منها والمعروفة.
ويعد هذا المهرجان حدثا شاملا إذ أنه مخصص بالكامل للفنانين من ذوي الإعاقة، سواء كانت الإعاقة بصرية أو سمعية أو حركية أو ذهنية ويمنحهم فضاءً للتعبير الفني بحرية.
وترسخ كل دورة من المهرجان شخصية ملهمة تركت بصمتها في الذاكرة والوجدان ليحتفي هذه السنة بالشاعر الإغريقي ذي الإعاقة، الخالد هوميروس الذي استعصى على النسيان.
و”هاندي ميوزك” مساحة لكسر الصور النمطية، إذ تسعى فعاليات المهرجان إلى تغيير النظرة التقليدية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال تصدير فنهم وإبداعهم ورسائلهم الفنية والإنسانية التي تسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني.
ويوفر المهرجان للفنانين من ذوي الإعاقة منصة عالمية للتعبير عن أنفسهم عبر الفن ويمثل فضاء لتوعية المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الثقافية منها والفنية.
كما يخلق مساحة للتبادل والتعلّم، يتفاعل فيها الفنانون والجمهور بروح من الشمول والتقبّل، الأمر الذي يؤسس لمجتمع أكثر عدلاً، تُقدَّر فيه المواهب بغضّ النظر عن الإعاقات الجسدية أو الذهنية.
وتنطلق فعاليات المهرجان يوم الخميس 15 ماي بحفل افتتاحي تتخلله عروض موسيقية ملهمة وخطابات ترحيبية، في أجواء تحتفي بالتنوع الفني والثقافي بالتزامن مع افتتاح ” صالون العرض” الذي يحتفي بمنتجات فنية وحرفية لذوي وذوات الإعاقة.
ويشهد اليوم الثاني، الجمعة 16 ماي، تنظيم ندوة فكرية حول موضوع “الحقوق الثقافية ومعاهدة مراكش”، بمشاركة خبراء ومختصين في المجال الثقافي وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وستتواصل العروض الموسيقية بمشاركة فنانين محليين ودوليين، يلتقون على منصة واحدة لبث رسائل الأمل والتحدي والتضامن.
أما يوم السبت 17 ماي، فسيكون موعدًا مع حدث بارز يتمثل في تنظيم النسخة الأولى من “المنتدى الدولي للكتب القابلة للنفاذ”، الذي يهدف إلى تعزيز نشر الثقافة والمعرفة لفائدة الجميع. وستتخلل اليوم أيضًا رحلة سياحية ترفيهية تُختتم بحفل موسيقي في الشارع.
ويختتم المهرجان فعالياته يوم الأحد 18 ماي بحفل ختامي يضم عروضًا فنية متميزة بعد أن منح ذوي وذوات الإعاقة مساحة للظهور والإبداع ووفر مساحة من النقاش مجتمعي حول الفن وسيلة للدمج وتغيير الصور النمطية.
وإلى جانب كونه تظاهرة تجمع بين الفكري والثقافي والمجتمعي، يمثل مهرجان “هاندي ميوزك” بوابة النفاذ إلى عوالم الفنانين ذوي الإعاقة والوقوف وجها لوجه مع الصعوبات التي يواجهونها في علاقة بالتكوين الموسيقي واقتناء الآلات الموسيقية وبالنفاذ إلى المهرجانات.